إليه وبذلك أمرناها فخرجنا من عندهما وأعرس بها رسول الله هناك وبات عندها وغدونا عليها وهي تريد أن تغتسل فذهبنا بها حتى توارينا من العسكر فقضت حاجتها واغتسلت فسألتها عما رأت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت أنه سر بها ولم ينم تلك الليلة ولم يزل يتحدث معها وقال لها ما حملك على الذي صنعت حين أردت أن أنزل المنزل الأول فأدخل بك فقالت خشيت عليك قرب يهود فزادها ذلك عند رسول الله وأصبح رسول الله فأولم عليها هناك وما كانت وليمته إلا الحيس وما كانت قصاعتهم إلا الأنطاع فتغدى القوم يومئذ ثم راح رسول الله فنزل بالقبيصة وهي على ستة عشر ميلا أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال قالت صفية بنت حيي رأيت كأني وهذا الذي يزعم أن الله أرسله وملك يسترنا بجناحه قال فردوا عليها رؤياها وقالوا لها في ذلك قولا شديدا أخبرنا يزيد بن هارون وهشام أبو الوليد الطيالسي قالا حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن صفية بنت حيي وقعت في سهم دحية الكلبي فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد وقع في سهم دحية الكلبي جارية جميلة فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة آرس ودفعها إلى أم سليم حتى تهيئها وتصنعها وتعتد عندها قال أبو الوليد في حديثه فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم السمن والأقط والتمر قال ففحصت الأرض أفاحيص فجعل فيها الأنطاع ثم جعل فيها السمن والأقط والتمر وقال يزيد بن هارون في حديثه فقال الناس والله ما ندري أتزوجها رسول الله أم تسرى بها فلما حملها سترها وأردفها خلفه فعرف الناس أنه قد تزوجها فلما دنوا من المدينة أوضع الناس وأوضع رسول الله كذلك
(١٢٢)