قد عرفت حقيقة الحال في ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي. هلم معي ندرس حال الباقين ممن قيل في حقهم إنهم لا يروون إلا عن ثقة، وهم عبارة عن عدة من أجلاء الأصحاب منهم:
ألف أحمد بن محمد بن عيسى القمي لا شك أن أحمد بن محمد بن عيسى ثقة جليل وثقه النجاشي والشيخ، ونقل العلامة في خلاصته (1) أنه أخرج أحمد بن محمد بن خالد البرقي القمي من قم لأنه كان يروي عن الضعاف، لكنه أعاده إليها، معتذرا إليه، ولما توفي مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافيا حاسرا ليبرء نفسه مما قذفه به وهذا يدل على أن أحمد بن محمد بن عيسى ما كان يروي عن العاف وإلا لما أخرج سميه ومعاصره من قم، فيعد هذا دليلا على أنه لا يروي إلا عن ثقة.
والظاهر بطلان هذا الاستنتاج، لأنه لم يخرج البرقي من قم لأجل روايته عن ضعيف أو ضعيفين أو ضعاف معدودة، بل لأجل أنه كان يكثر الرواية عن