كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ٢٧٥
قد عرفت حقيقة الحال في ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي. هلم معي ندرس حال الباقين ممن قيل في حقهم إنهم لا يروون إلا عن ثقة، وهم عبارة عن عدة من أجلاء الأصحاب منهم:
ألف أحمد بن محمد بن عيسى القمي لا شك أن أحمد بن محمد بن عيسى ثقة جليل وثقه النجاشي والشيخ، ونقل العلامة في خلاصته (1) أنه أخرج أحمد بن محمد بن خالد البرقي القمي من قم لأنه كان يروي عن الضعاف، لكنه أعاده إليها، معتذرا إليه، ولما توفي مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافيا حاسرا ليبرء نفسه مما قذفه به وهذا يدل على أن أحمد بن محمد بن عيسى ما كان يروي عن العاف وإلا لما أخرج سميه ومعاصره من قم، فيعد هذا دليلا على أنه لا يروي إلا عن ثقة.
والظاهر بطلان هذا الاستنتاج، لأنه لم يخرج البرقي من قم لأجل روايته عن ضعيف أو ضعيفين أو ضعاف معدودة، بل لأجل أنه كان يكثر الرواية عن

(1) الخلاصة: الصفحة 14، طبعة النجف. ونقل النجاشي في فهرسه (الرقم 490) قريبا منه في حق سهل بن زياد الآدمي، وان ابن عيسى أخرجه من قم وكان يشهد عليه بالغلو والكذب.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 273 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست