كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ٢٤٢
قلت أصلي خلف من لا أعرف؟ فقال: لا تصل إلا خلف من تثق بدينه، فقلت له: أصلي خلف يونس وأصحابه؟ فقال: يأبى ذلك عليكم علي بن حديد، قلت: آخذ بقوله في ذلك؟ قال: نعم، قال: فسألت علي بن حديد عن ذلك، فقال: لا تصل خلفه ولا خلف أصحابه " (1).
وربما يؤيد وثاقته كونه من رجال " كامل الزيارات " (2) التي نص ابن قولويه في أوله بأنه يروي عن الثقات في كتابه هذا (3). كما يؤيد وثاقته أيضا كونه من رجال تفسير القمي (4) الذي نص في أول تفسيره بأن رجال تفسيره هذا من الثقات. وسوف يوافيك الكلام في هذين التوثيقين، غير أن تضعيف الشيخ مقدم على ما نقله الكشي، لان في سند روايته ضعفا، فلم يبق إلا كونه من رجال كامل الزيارات وتفسير القمي. والظاهر تقديم جرح الشيخ على التوثيق العمومي الذي مبناه كونه من رجال كامل الزيارات وتفسير القمي، وسيوافيك الكلام بأن التوثيق العمومي المستفاد من مقدمة الكتابين، على فرض صحته، حجة ما لم يعارض بحجة صريحة أخرى، مضافا إلى ما في نفس هذا التوثيق العمومي الذي نسب إلى الكتابين من الضعف.
الثاني: وجود التصحيف في سند الرواية. والظاهر أن لفظة " عن علي بن حديد " مصحف " وعلي بن حديد " ويدل عليه أمور:
الف كثرة رواية ابن أبي عمير عن جميل بلا واسطة. قال في معجم رجال الحديث: " ورواياته عنه تبلغ 298 موردا " (5) وعلى ذلك فمن البعيد

(١) رجال الكشي: الصفحة ٤١٨، ترجمة يونس بن عبد الرحمن.
(٢) كامل الزيارات: الصفحة ٤، الباب ٨ في فضل الصلاة في مسجد الكوفة ومسجد السهلة.
(٣) كامل الزيارات: الصفحة ٤، وسيوافيك ان مضمون كلام صاحب كامل الزيارات لا يفيد الا وثاقة مشايخة الذين يروي عنهم بلا واسطة، فلا دلالة لوقوعه في اسناد كامل الزيارات على وثاقة من لا يروي عنه بلا واسطة.
(٤) راجع تفسير القمي في تفسير قوله تعالى: * (من الجنة والناس) *.
(٥) معجم رجال الحديث: ج ٢٢، الصفحة 102.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست