قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١١ - الصفحة ٢٢٣
وقال: إن سرت سرنا معك، فقال (عليه السلام): لا سددتم لرشد ولا هديتم لقصد أفي مثل هذا ينبغي لي أن أخرج؟! (1) ومر عد الشيخ له في رجاله في أصحاب علي (عليه السلام) والبرقي في أصحابه (عليه السلام) من اليمن بلفظ: " أبو بردة الأزدي "، والشيخ في الرجال يعنون المؤمن والمنافق، وأما البرقي فإنه وإن لم يكن كذلك لكن لما لم تصل نسخته صحيحة، وعنوانه له قريب من عنوان المجهولين؛ فلعله ذكره فيهم وحرف عن موضعه.
[63] أبو برزة الأسلمي قال: قيل: هو نضلة بن عبيد، وقيل: خالد بن نضلة، وقيل عبد الله، قيل: مات سنة 64، وقيل: سنة ستين قبل معاوية. ومر في نضلة.
أقول: مر بطلان القول بموته سنة ستين بإنكاره على يزيد، وبما في الحلية:
" عن أبي المنهال قال: لما اخرج ابن زياد وثب مروان بالشام، وابن الزبير بمكة، والذين يدعون " القراء " بالبصرة غم أبي غما شديدا، فانطلق إلى أبي برزة وأنشأ يستطعمه الحديث، وقال: يا أبا برزة، فكان أول شيء تكلم به أن قال: إني أحتسب عند الله عزوجل أني أصبحت ساخطا على أحياء قريش، وأنكم معشر العرب كنتم على الحال الذي قد علمتم، وأن الله تعالى نعشكم بالإسلام وبمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خير الأنام حتى بلغ بكم ما ترون، وأن هذه الدنيا هي التي أفسدت بينكم (إلى أن قال) فلما لم يدع أحدا قال له أبي: بم تأمر إذن؟ قال: لا أرى خير الناس اليوم إلا عصابة ملبدة خماص البطون من أموال الناس خفاف الظهور من دمائهم " (2). ومراده باحتسابه بكونه ساخطا على أحياء قريش سخطه على تيم وعدي كأمية، وبكون خير الناس عصابة ملبدة وصفهم أهل البيت (عليهم السلام).
وروى الخطيب عن قتادة. أن أبا برزة الأسلمي كان يحدث أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مر على قبر وصاحبه يعذب، فأخذ جريدة فغرسها إلى القبر وقال: " عسى أن يرفه

(١) الغارات: ٢ / 625.
(2) حلية الأولياء: 2 / 32.
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»