قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٤٤٠
[8094] الوليد بن عقبة قال: الفاسق بنص قوله تعالى: (إن جاءكم فاسق بنبأ).
أقول: وبنص قوله تعالى: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا). ففي الاستيعاب: نزلت في الوليد وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) في قصة ذكرها ابن عباس.
ونزول (إن جاءكم فاسق بنبأ) فيه إنما كان لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعثه إلى بني المصطلق مصدقا فرجع وأخبر كذبا أنهم ارتدوا وأبوا من أداء الصدقة. وكان أخا عثمان لأمه ولاه الكوفة فصلى بهم الصبح سكران أربعا، وقال الفضل بن العباس فيه:
وقد أنزل الرحمن أنك فاسق * فمالك في الإسلام سهم تطالبه وفي مروج المسعودي: هو ممن أخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه من أهل النار، وكان يشرب مع ندمائه ومغنيه من أول الليل إلى الصباح، فلما آذنه المؤذنون بالصلاة خرج منفصلا (1) في غلائله، فتقدم إلى المحراب في صلاة الصبح فصلى بهم أربعا، وقال: أتريدون أن أزيدكم؟ وقيل: إنه قال في سجوده وقد أطال: اشرب واسقني، فقال له بعض من كان في الصف الأول: ما تريد لا زادك الله مزيد الخير، والله لا أعجب إلا ممن بعثك إلينا وولاك علينا! وكان هذا القائل عتاب بن غيلان الثقفي.
وأشاعوا بالكوفة فعله وظهر فسقه ومداومته شرب الخمر، فهجم عليه جماعة من المسجد منهم: أبو زينب ابن عوف الأزدي وجندب بن زهير الأزدي وغيرهما، فوجدوه سكران مضطجعا على سريره لا يعقل، فأيقظوه من رقدته فلم يستيقظ، ثم تقايأ عليهم ما شرب من الخمر، فانتزعوا خاتمه من يده وخرجوا من فورهم إلى المدينة فأتوا عثمان، فشهدوا عنده على الوليد أنه شرب الخمر، فقال عثمان: وما يدريكما؟ فقالا: هي الخمر التي كنا نشربها في الجاهلية، وأخرجا

(1) في المصدر: متفضلا.
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 ... » »»