قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٣٩
الرسول إلى مروان فأعاد عليه ما قالا، وقال له: ارجع إلى الحسن وقل له: أشهد أنك ابن رسول الله، وقل للحسين: أشهد أنك ابن علي بن أبي طالب، فجاء الرسول إليهما وأدى، فقال الحسين (عليه السلام) له: قل له: كلاهما لي رغما لأنفك. قال الأصمعي:
أما قول الحسين (عليه السلام): " يا بن الداعية إلى نفسها " فذكر ابن إسحاق أن أم مروان اسمها " أمية " وكانت من البغايا في الجاهلية وكانت لها راية مثل راية البيطار تعرف بها، وكانت تسمى " أم حنبل الزرقاء " وكان مروان لا يعرف له أب، وإنما نسب إلى الحكم كما نسب عمرو إلى العاص. وأما قوله: " يا ابن طريد رسول الله " يشير إلى الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، أسلم يوم الفتح وسكن المدينة، وكان ينقل أخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الكفار من الأعراب وغيرهم ويتجسس عليه. قال الشعبي: وما أسلم إلا لهذا ولم يحسن إسلامه، ورآه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما - وهو يمشي - يتخلج في مشيته يحاكي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له:
" كن كذلك " فمازال يمشي كأنه يقع على وجهه؛ ونفاه إلى الطائف ولعنه. فلما توفي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كلم عثمان أبا بكر: أن يرده، لأنه كان عمه، فقال أبو بكر: هيهات!
شيء فعله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والله! لا أخالفه أبدا. فلما مات أبو بكر وولي عمر كلمه فيه، فقال: يا عثمان، أما تستحي من النبي ومن أبي بكر؟ ترد عدو الله وعدو رسوله إلى المدينة، والله! لا كان هذا أبدا. فلما مات عمر وولي عثمان رده في اليوم الذي تولى فيه وقربه وأدناه ودفع له مالا عظيما ورفع منزلته؛ فقام المسلمون على عثمان وأنكروا عليه، وهو أول ما أنكروا عليه وقالوا: رددت عدو الله وعدو رسوله وخالفت الله ورسوله، فقال: إن النبي وعدني برده، فامتنع جماعة من الصحابة عن الصلاة خلفه لذلك. ثم توفي الحكم في خلافته، فصلى عليه ومشى خلفه، فشق ذلك على المسلمين وقالوا: ما كفاك حتى تصلي على منافق لعنه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونفاه. وأعطى عثمان ابنه مروان خمس غنائم أفريقية خمسمائة ألف دينار. ولما بلغ عائشة ذلك أرسلت إلى عثمان: أما كفاك أنك رددت المنافق حتى تعطيه
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»