قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٣٦
الشام، ففي تذكرة سبط ابن الجوزي: قال كاتب الواقدي: دفن رأس الحسين (عليه السلام) بالمدينة عند أمه (1) وذكر الشعبي: أن مروان كان بالمدينة فأخذ الرأس وتركه بين يديه وتناول أرنبة أنفه وقال:
يا حبذا بردك في العيدين * ولونك الأحمر في الخدين والله! لكأني أنظر إلى أيام عثمان... الخ (2).
وحينئذ فابن أبي الحديد خلط وخبط، كما أنه غلط في تعبيره بالبشارة.
وفي الطبري - في قصة دعوة الوليد الحسين (عليه السلام) إلى بيعة يزيد -: فقال مروان للوليد: احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه، فوثب عند ذلك الحسين (عليه السلام) فقال: يا ابن الزرقاء أنت تقتلني أم هو؟! كذبت والله وأثمت، ثم خرج. فقال مروان للوليد: عصيتني لا والله لا يمكنك من مثلها من نفسه أبدا، قال الوليد: " يا مروان وبخ غيرك، إنك اخترت التي فيها هلاك ديني، والله! ما أحب أن لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها وأني قتلت حسينا، سبحان الله! أقتل حسينا أن قال لا أبايع، والله! إني لأظن امرأ يحاسب بدم الحسين لخفيف الميزان عند الله يوم القيامة " فقال له مروان: فإذا كان هذا رأيك فقد أصبت في ما صنعت - يقول هذا وهو غير الحامد له على رأيه - (3).
وفي النهج: لما أخذ مروان أسيرا يوم الجمل استشفع الحسنان (عليهما السلام) له فخلى سبيله، فقالا: يبايعك؟ فقال (عليه السلام): أولم يبايعني بعد قتل عثمان؟ لا حاجة لي في بيعته، إنها كف يهودية لو بايعني بكفه لغدر بسبته، أما إن له إمرة كلعقة الكلب أنفه، وهو أبو الأكبش الأربعة، وستلقى الأمة منه ومن ولده يوما أحمر! (4) قال ابن أبي الحديد: روي هذا الخبر من طرق كثيرة، ورويت فيه زيادة:

(١) لم يذكر المؤلف (قدس سره) ما حكاه السبط عن كاتب الواقدي بتمامه، ففي التذكرة: قال - يعني كاتب الواقدي -: لما وصل إلى المدينة كان سعيد بن العاص واليا عليها، فوضعه - الرأس الشريف - بين يديه... الخ.
(٢) تذكرة الخواص: ٢٦٥ - ٢٦٦.
(٣) تاريخ الطبري: ٥ / 340.
(4) نهج البلاغة: 102، الكلام 73.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»