قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٣٦٠
وهو ظاهر رواية بصائر الصفار في عنوان " باب في الأئمة (عليهم السلام) يعرفون بما رأوا في الميثاق " عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن الباقر (عليه السلام): إن الله أخذ ميثاق شيعتنا من صلب آدم، فنعرف بذلك المحب وإن أظهر خلافه، وبغض المبغض وإن أظهر حبنا (1).
والصواب: كونه كأبي مخنف من العامة قريبا من الإمامية، والشاهد لذلك كتبهما، وكيف يكون إماميا وقد روى في صفينه: أن ابن الحنفية لما بارز عبيد الله ابن عمر دعا علي (عليه السلام) ابنه ومشى إلى عبيد الله بنفسه، فقال له عبيد الله: ليس لي في مبارزتك حاجة، ورجع فقال محمد لأبيه: يا أبه أتبرز بنفسك إلى هذا الفاسق اللئيم؟ والله! لو أبوه يسألك المبارزة لرغبت بك عنه فقال: يا بني! لا تقل لأبيه إلا خيرا، يرحم الله أباه (2).
وروى أن رجلا سأل عليا (عليه السلام) عن وضوء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فتوضأ ثلاثا ثلاثا ومسح برأسه واحدة، وقال: هكذا رأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يتوضأ (3).
وروى نزول قوله تعالى: " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " في صهيب بن سنان (4). مع أنه كان عبد سوء، وإنما نزلت الآية في أمير المؤمنين (عليه السلام) لما بات على فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وروى أنه (عليه السلام) حين أراد أن يبعث جريرا إلى معاوية قال له: إن حولي من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أهل الدين والرأي من قد رأيت وقد اخترتك عليهم، لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيك: إنك من خير ذي يمن (5).
وكيف كان: فرواياته معتبرة حتى أنه لم يرو عن سيف - لكونه وضاعا - إلا في ما كان له شريك كما في تاريخ الطبري في عنوان " قول عائشة: والله! لأطلبن بدم عثمان ": فروى نصر قولها عن سيف وعن غيره، أو ماله شاهد صدق، كروايته عنه كلام جارية بن قدامة لعائشة في الخروج بأنه أشد من قتل عثمان، وكلام

(١) بصائر الدرجات: ٩٠، الجزء الثاني ب ١٦ ح ٣.
(٢) وقعة صفين: ٢٢١.
(٣ و ٤ و ٥) وقعة صفين: ١٤٦، 324، 28.
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»