قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٣٢٨
أقول: وروى الكشي عنه قصة ضيافة أمير المؤمنين (عليه السلام) للحارث الأعور (1) ويظهر من خبر الفقيه كونه من أصحاب الحسن (عليه السلام) أيضا.
ثم إما عد البرقي له في خواص أمير المؤمنين (عليه السلام) من مضر غير صحيح، وإما ما رواه العامة عنه، فروى حلية أبي نعيم عنه قال: أربع لا يكلم فيهن: علي وعثمان والقدر والنجوم.
وعن فرات بن السائب قال: قلت لميمون: " علي عندك أفضل أم أبو بكر وعمر؟ " فارتعد حتى سقطت عصاه من يده، ثم قال: ما كنت أظن أن أبقى إلى زمان يعدل بهما، ذرهما كانا رأسي الإسلام ورأسي الجماعة؛ فقلت: فأبو بكر كان أول إسلاما أو علي؟ قال: والله! لقد آمن أبو بكر بالنبي زمن بحيراء الراهب حين مر به واختلف في ما بينه وبين خديجة حتى أنكحها إياه، وذلك كله قبل أن يولد علي.
وعن ميمون أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " قال: اقتلوا الرافضة ". وعنه أن النبي كبر على جنازة أربعا، وأن أبا بكر كبر على فاطمة أربعا.
وعنه أن عليا قال لعبد الرحمن بن عوف: قال النبي لك: أنت أمين في أهل السماء، أمين في أهل الأرض (2).
وأبو نعيم وإن كان من حفاظهم إلا أنه من حمقائهم، حيث إنه يلتزم بالمتضاد وبالمتناقض، وأن أهل الجمل وصفين الطائفتان منهما على الحق والقاتل والمقتول في الجنة، ويقول بكل رواية، فيقال له في خبره الأول: إذا كان عثمان لا يتكلم فيه فالصحابة كلهم كفروا، حيث إنهم كانوا بين قاتل له وخاذل له. ويقال له في خبر ارتعاده من عدله (عليه السلام) بهما: إن مخزوما أيضا كانت ترتعد لو كان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يعدل بأبي حكمهم. وإذا كانا رأسي الإسلام فمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن مسلما. نعم، كونهما رأسي الجماعة القاتلة لأهل بيت نبيهم صحيح، فلعمر الله! لولاهما لما قتل

(1) الكشي: 89.
(2) حلية الأولياء: 4 / 92 - 96.
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»