قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ١١٢
بسم الله الرحمن الرحيم (إلى أن قال) وكان ممن عاند الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ونابذه وكذبه وحاربه من عشيرته العدد الأكثر والسواد الأعظم (إلى أن قال) وأولهم في كل حرب ومناصبة، لا يرفع على الإسلام راية إلا كان صاحبها وقائدها ورئيسها في كل مواطن الحرب - من بدر وأحد والخندق والفتح - أبو سفيان بن حرب وأشياعه من بني أمية، الملعونين في كتاب الله، ثم الملعونين على لسان رسوله في عدة مواطن وعدة مواضع، لماضي علم الله فيهم وفي أمرهم ونفاقهم وكفر أحلامهم، فحارب مجاهدا ودافع مكابدا وأقام منابذا حتى قهره السيف وعلا أمر الله وهم كارهون؛ فتقول بالإسلام غير منطو عليه، وأسر الكفر غير مقلع عنه، فعرفه بذلك الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمون وميز له المؤلفة قلوبهم، فقبله وولده على علم منه؛ فمما لعنهم الله به على لسان نبيه وأنزل به كتابا قوله تعالى: (والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا) ولا اختلاف بين أحد أنه أراد بها بني أمية.
ومنه قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) - وقد رآه مقبلا على حمار ومعاوية يقود به ويزيد ابنه يسوق به -: لعن الله القائد والراكب والسائق.
ومنه ما يرويه الرواة من قوله: " يا بني عبد مناف! تلقفوها تلقف الكرة، فما هناك جنة ولا نار " فهذا كفر صراح يلحقه به اللعنة من الله كما لحقت الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون.
ومنه ما يروون من وقوفه على ثنية أحد - بعد ذهاب بصره - وقوله لقائده:
هاهنا ذببنا محمدا وأصحابه.
ومنه الرؤيا التي رآها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجم لها فما رئي ضاحكا بعدها، فأنزل الله (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) فذكروا أنه رأى نفرا من بني أمية ينزون على منبره.
ومنه طرد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحكم بن أبي العاص لحكايته إياه وألحقه الله بدعوة رسوله آية باقية حين رآه يتخلج، فقال له: " كن كما أنت " فبقي على ذلك
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»