قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ١١١
وفيه: جاء النعمان بن بشير في جماعة من الأنصار إلى معاوية وشكوا إليه فقرهم، وقالوا: لقد صدق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله لنا: " ستلقون بعدي أثرة " فقد لقيناها، قال معاوية: فماذا قال لكم؟ قالوا: قال لنا: " فاصبروا حتى تردوا علي الحوض " قال: فافعلوا ما أمركم به، عساكم تلاقونه عند الحوض كما أخبركم، وحرمهم ولم يعطهم شيئا. وبهذا الخبر كفر كثير من أصحابنا معاوية باستهزائه بخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
وفيه: قال أبو جعفر الإسكافي: روى الواقدي أن معاوية لما عاد من العراق إلى الشام - بعد بيعة الحسن (عليه السلام) له - خطب، فقال: إن النبي قال لي: " إنك ستلي الخلافة من بعدي، فاختر الأرض المقدسة فإن فيها الأبدال " وقد اخترتكم فالعنوا أبا تراب، فلعنوه، فلما كان من الغد كتب كتابا ثم جمعهم فقرأه عليهم، فيه: هذا كتاب كتبه أمير المؤمنين معاوية صاحب وحي الله الذي بعث محمدا نبيا، وكان أميا لا يقرأ ولا يكتب، فاصطفى له من أهله وزيرا كاتبا أمينا، فكان الوحي ينزل على محمد وأنا أكتبه وهو لا يعلم ما أكتب، فلم يكن بيني وبين الله أحد من خلقه.
فقال له الحاضرون كلهم: صدقت (2).
وفي تاريخ الطبري: وفي سنة 284 عزم المعتضد على لعن معاوية على المنابر وأمر بإنشاء كتاب بذلك يقرأ على الناس (إلى أن قال) وتقدم إلى الشراب والذين يسقون الماء في الجامعين ألا يترحموا ولا يذكروه بخير، وتحدث الناس أن الكتاب الذي أمر المعتضد بإنشائه بلعن معاوية يقرأ بعد صلاة الجمعة على المنبر، فلما صلى الناس الجمعة بادروا إلى المقصورة ليسمعوا قراءة الكتاب فلم يقرأ؛ فذكر أن المعتضد أمر بإخراج الكتاب الذي كان المأمون أمر بإنشائه بلعن معاوية، فأخرج له من الديوان، فأخذ من جوامعه نسخة هذا الكتاب، وذكر أنها نسخة الكتاب الذي أنشئ للمعتضد بالله:

(١) شرح نهج البلاغة: ٦ / 32.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4 / 72.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»