قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ٩ - الصفحة ٣٦١
ابن رزق الغمشاني، عنه، عنه (عليه السلام).
أقول: من أين روايتهما عن هذا؟ وإنما رويا عن محمد بن عبد الرحمان، عنه (عليه السلام).
وموردها: صيد التهذيب (1) وباب فيه نتف الكافي (2). ولا يبعد إرادة محمد بن عبد الرحمان العرزمي - المتقدم - فإنه إمامي ورد في أخبار كثيرة، كما مر. وأما هذا فلم تعلم إماميته، لأن عناوين رجال الشيخ أعم; بل معلوم عاميته، فقد عنونه الخطيب ولم ينسب إليه تشيعا، بل روى ما يدل على عاميته، فقال: قال ابن أبي ذئب للمنصور: قد هلك الناس فلو أعنتهم بما في يديك من الفيء؟ قال: ويلك! لولا ما سددت من الثغور وبعثت من الجيوش لكنت تؤتى في منزلك وتذبح، فقال ابن أبي ذئب: فقد سد الثغور وجيش الجيوش وفتح الفتوح وأعطى الناس أعطياتهم من هو خير منك! قال: ومن هو ويلك؟ قال: عمر بن الخطاب... الخبر.
وروى أنه جاء أعرابي إلى ابن أبي ذئب يستفتيه، فأفتاه بطلاق زوجته، فقال الأعرابي: انظر يا ابن أبي ذئب؟ قال: قد نظرت; فولى الأعرابي وهو يقول:
أتيت ابن أبي ذيب أبتغي الفقه عنده * فطلق حبى البت بتت أنامله اطلق في فتوى ابن أبي ذئب حليلتي * وعند ابن أبي ذئب أهله وحلائله (3) ثم إن قول الشيخ في الرجال: «بن أبي ذؤيب» وقوله: «مات ابن أبي ذؤيب» وهم، فقد عرفت من كلام الخطيب أنه «ابن أبي ذئب». ومثله ابن حجر فقال:
محمد بن عبد الرحمان بن المغيرة بن حارث بن أبي ذئب القرشي العامري أبو الحارث المدني.
كما أن قوله: «مات سنة سبع وخمسين ومائة» وهم، بل سنة تسع وخمسين ومائة، كما نقله الخطيب عن الواقدي وأبي نعيم ومحمد بن سعد.
هذا، وفي تاريخ بغداد: أنه أحد بني عامر بن لؤي بن غالب، ثم من ولد عبدود; سمع عكرمة مولى ابن عباس ونافعا مولى ابن عمر، كان فقيها صالحا ورعا يأمر

(١) التهذيب: ٩ / ١٤.
(٢) الكافي: ١ / ٤٣٧.
(٣) تاريخ بغداد: ٢ / 296 - 301.
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»