قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ٩ - الصفحة ٢٤
بنصرتك علي بن أبي طالب الكذاب؟ ألم تعلم أن عثمان قتل مظلوما، وأن عائشة وطلحة والزبير خرجوا يطلبون بدمه، وأن عليا هو الذي دس في قتله، ونحن اليوم نطلب بدمه؟ قال محمد بن أبي حذيفة: إنك لتعلم أني أمس القوم بك رحما وأعرفهم بك، قال: أجل، قال: فوالله الذي لا إله غيره! ما أعلم أحدا شرك في دم عثمان وألب الناس عليه غيرك لما استعملك ومن كان مثلك، فسأله المهاجرون والأنصار أن يعزلك فأبى، ففعلوا به ما بلغك; ووالله ما أحد اشترك في دمه بدءا وأخيرا إلا طلحة والزبير وعائشة، فهم الذين شهدوا عليه بالعظيمة وألبوا عليه الناس وشركهم في ذلك عبد الرحمان بن عوف وابن مسعود وعمار والأنصار جميعا. قال: قد كان ذلك; قال: فوالله! إني لأشهد أنك منذ عرفتك في الجاهلية والإسلام لعلى خلق واحد، ما زاد فيك الإسلام قليلا ولا كثيرا، وأن علامة ذلك فيك لبينة تلومني على حب علي (عليه السلام) خرج مع علي (عليه السلام) كل صوام قوام مهاجري وأنصاري، وخرج معك أبناء المنافقين والطلقاء والعتقاء، خدعتهم عن دينهم وخدعوك عن دنياك; والله! ما خفي عليك ما صنعت وما خفي عليهم ما صنعوا، إذ أحلوا أنفسهم لسخط الله في طاعتك; والله! لا أزال أحب عليا لله ولرسوله وابغضك في الله ورسوله أبدا ما بقيت. قال معاوية: وإنى أراك بعد علي ضلالك! ردوه; فمات في السجن (1).
أقول: ومر - في محمد بن أبي بكر - أن الكشي روى خبر المحامدة أيضا فيه.
وروى الطبري - في وقائع سنة 31 - عن الواقدي، عن معمر بن راشد، عن الزهري، قال: خرج محمد بن أبي حذيفة ومحمد بن أبي بكر عام خرج عبد الله بن سعد، فأظهرا عيب عثمان وما غير وما خالف به أبا بكر وعمر، وأن دم عثمان حلال، ويقولان: استعمل عبد الله بن سعد - رجلا كان النبي (صلى الله عليه وآله) أباح دمه ونزل القرآن بكفره - وأخرج النبي (صلى الله عليه وآله) قوما وأدخلهم، ونزع أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) واستعمل سعيد بن العاص وعبد الله بن عامر. فبلغ ذلك عبد الله بن سعد، فقال: لا تركبا معنا،

(1) الكشي: 70.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»