منه، اللهم إني أبرأ إليك مما يدعي في ابن بشير، اللهم أرحني منه; ثم قال يا علي:
ما أحد اجترأ أن يتعمد علينا الكذب إلا أذاقه الله حر الحديد، وأن بنانا كذب على علي بن الحسين (عليه السلام) فأذاقه الله حر الحديد، وأن المغيرة بن سعيد كذب على أبي جعفر (عليه السلام) فأذاقه الله حر الحديد، وأن أبا الخطاب كذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد، وأن محمد بن بشير - لعنه الله - يكذب علي برئت إلى الله منه، اللهم إني أبرأ إليك مما يدعيه في محمد بن بشير، اللهم أرحني منه، اللهم إني أسألك أن تخلصني من هذا الرجس النجس محمد بن بشير، فقد شارك الشيطان أباه في رحم أمه، قال علي بن أبي حمزة: فما رأيت أحدا قتل بأسوأ قتلة من محمد بن بشير لعنه الله (1).
أقول: وفي فرق النوبختي: وفرقة يقال لها: البشيرية - أصحاب محمد بن بشير مولى بني أسد من أهل الكوفة - قالت: إن موسى بن جعفر (عليه السلام) لم يمت ولم يحبس وأنه حي غائب وأنه القائم المهدي، وأنه في وقت غيبته استخلف على الأمر محمد بن بشير وجعله وصيه وأعطاه خاتمه، وعلمه جميع ما يحتاج إليه رعيته، وفوض إليه أموره وأقامه مقام نفسه; فمحمد بن بشير الإمام بعده، وأن محمد بن بشير لما توفي أوصى إلى ابنه «سميع» فهو الإمام، ومن أوصى إليه «سميع» فهو الإمام المفترض الطاعة على الأمة إلى وقت خروج موسى (عليه السلام) وظهوره; فما يلزم الناس من حقوقه في أموالهم وغير ذلك مما يتقربون به إلى الله عز وجل، فالفرض عليهم أداؤه إلى هؤلاء إلى قيام القائم. وزعموا: أن علي بن موسى ومن ادعى الإمامة من ولد موسى بعده فغير طيب الولادة، ونفوهم عن أنسابهم وكفروهم في دعواهم الإمامة وكفروا القائلين بإمامتهم واستحلوا دماءهم وأموالهم. وزعموا: أن الفرض من الله عليهم، إقامة الصلوات الخمس وصوم شهر رمضان، وأنكروا الزكاة والحج وسائر الفرائض; وقالوا بإباحة المحارم من الفروج والغلمان واعتلوا في ذلك بقوله عز وجل: «أو يزوجهم ذكرانا وإناثا». وقالوا بالتناسخ وأن الأئمة عندهم واحد إنما هم منتقلون من بدن إلى بدن. والمواساة بينهم واجبة في كل ما ملكوه من مال، وكل