تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - الصفحة ٥٦
ولابد اذن من ارتقاء سيدنا هذه السماء العالية الواسعة ولابد من بلوغه درجات الصديقين والأئمة.
(صفاته وشخصيته) كان رحمه الله تعالى شفيقا رفيقا حريصا على المصالح العامة، لا يقرب رجلا لحب ولا يقصي آخر لكراهة ولا يحترم أحدا لعظمة، انما المقايس عنده في كل ذلك الايمان والخير الواقعان في الرجال والأشخاص الطائفين برواقه.
وقد زاره فيلسوف الفريكة الريحاني ووصفه في كتابه " ملوك العرب " 1) بما تستطيع أن تفهم منه بلا عسر ولا مشقة مركز الامام في البلاد العربية وفي العالم الاسلامي من حديثه المختصر، وتستطيع أن تفهم أيضا زهده وتقواه ونظره إلى العالم الفاني بنظر روحي محض يشبه نظر النبيين وكبار المصلحين.
(علمه وآثاره) تستطيع أن تعتبر معي أن الفقيد العظيم عبقري العباقرة وأكبر قادة الفكر في القرن العشرين، فان العلماء وان طبقات المنورين الأفذاذ كانوا ولا يزالون ينحون نحو الاختصاص بضرب من ضروب الفنون والآداب والمعارف، كأنما الواحد منهم يعد نفسه لان يكون حكيما فيلسوفا، أو يجهز نفسه لان يكون فقيها أصوليا، أو يأخذ على نفسه دراسة الأدب أخذا يجعله أديبا لامعا، فيكب على صفحة من الفلسفة يدرس فيها العقول والمعقولات والجواهر والاعراض، أو يكب على صفحة يدرس القضاء والمواريث والتجارة وسائر أبواب الفقه،

1) أذاعت الصحافة العراقية كلمة الريحاني بنصه فراجعها في العنوان المختص بها من هذا الكتاب.
(٥٦)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)، دولة العراق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست