الخطور فيسارعون في المنع كما ذكر في إسماعيل بن عبد العزيز وخالد بن نجيح وزرارة وصالح بن سهل وعبد الله بن سباء ومحمد بن أورمة والمفضل بن عمر وبالجملة ما رأينا شيئا من الأمور المذكورة بالنسبة إلى المذكورين بل رأينا الامر بالعكس بل جعلوا كثيرا منهم أمنائهم في أمورهم ووكلاؤهم المستبدين المختارين المستقلين على ما سيجئ في الفائدة الرابعة في اخر الكتاب و ظهر مما ذكر أيضا فساد احتمال اطلاع الجارح على ما يطلع عليه الأئمة عليهم السلام مضافا إلى وكالة الاحتمال وفساده من وجوه شتى إذ اطلاع مثل الشيخ وجش وغض وأمثالهم في زمانهم على فساد عقيدة شخص كان في زمانهم عليهم السلام لا يمكن عادة الا ان يكون ذلك الشخص مشهورا معروفا في زمان حياته بذلك المعتقد فلا يمكن عادة عدم اطلاعهم (ع) بذلك مع المعاصرة والمعاشرة وعدم اظهاره وبروز شئ من معتقده لهم ومع ذلك أظهره لغيرهم من الشيعة إلى حد شاع وذاع حتى ثبت لمثل الشيخ مع ان الشيعة نريهم كثيرا ما كانوا ينالوا من الأجلة ويقعون فيهم بمحضرهم عليهم السلام كما يظهر من ترجمة جعفر بن عيسى ويونس بن عبد الرحمن فضلا عن التحريش بالنسبة إلى الفعل القبيح فضلا عن مثل الكفر والالحاد سيما مع ملاحظة انهم يرون أولئك يروون الروايات للشيعة وهو يعملون بها ويضبطونها في الكتب لمن بعدهم إلى انقراض العالم مع إنا نرى من له أدنى فطنة يتفطن عند المكالمة والمعاشرة مرة أو مرتين بسوء العقيدة فكيف مثلهم عليهم السلام وقد ورد عنهم عليهم السلام اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله بل ورد عن الباقر (ع) وليس مخلوق الا وبين عينيه مكتوب مؤمن وذلك محجوب عنكم وليس محجوبا عن الأئمة عليهم السلام وليس يدخل عليهم أحد الا عرفوا اه مؤمن أو كافر وورد أيضا انا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وبحقيقة النفاق وان الامام يعرف شيعته من عدوه بالطينة التي خلقوا منها بجوهم وأسمائهم وانهم عليه السلام يعرفون حب المحب وان اظهر خلافه وبغض المبغض وان اظهر خلافه وانهم عليهم السلام يعرفون خيار الشيعة من شرارهم وان عندهم الصحيفة التي فيها أسماء أهل الجنة والنار لا يزاد واحد و لا ينقص وان عندهم ديوان شيعتهم فيه أسمائهم وأسماء ابائهم وانهم يعرفون ضماير الناس و حديث أنفسهم إلى غير ذلك مما هو ظاهر وورد في اخبارهم ولا حاجة إلى الذكر هنا ومما يدل على فساد نسبة الغلو إليهم أيضا روايتهم الاخبار الصحيحة في خلاف الغلو المنافية له بلا شبهة ونقل المشايخ ره إياها معتقدين محتجين بها كما لا يخفى على المتتبع بل اظهر جمع منهم الطعن على الغلاة وبعضهم كتب كتابا في الرد عليهم كمحمد بن أورمه ونصر بن الصباح و
(٢٧٧)