كان يحدثهم على المنبر فحسده شيخ سمرقند واحتالوا لدفعه فسمعوا ان البخاري يرى حدوث القران وكان أكثرهم أشاعرة فسئله واحد منهم ما يقول شيخنا في القران قديم أو حادث فقراء ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الآية فلما سمعوا ذلك منه قال علماء سمرقند هذه كفر فرموه بالحجارة والنعال فاخذه محبوه وأخرجوه منها خفية فجاء إلى بخارى فاجتمع عليه أكثر من سمرقند وفعلوا به ما فعلوا به ثم جاء إلى نيشابور في أيام الفضل بن شاذان فاجتمع عليه من المحدثين قريبا من ثلث مائة الف محدث ثم فعلوا به ما فعلوا به ثم جاء إلى قوله واجتمع عليه المحدثون وسئلوا منه مائة حديث وحذف كل واحد منهم حرفا أو بدلوا الألف بالواو أو بالعكس أو نقلوا أو غفلوا اسناد خبر إلى اخر وأمثالها وسئلوا عنها فأجاب الجميع باني لا أعرفه ثم ابتدأ بالأول فالأول وقال ما حديثك فاعرفه هكذا وقرأ من الحفظ صحيحا حتى اتى إلى اخرها فاجمعوا على انه ثقة حافظ ليس احفظ منه واعتبروا كتابه واشتهر ثم قال ولا يستبعد ذلك من أصحابنا أيضا فكيف وكان بين أظهرهم وكانت العامة معادين له في الدين والخاصة للدنيا و الاعتبار مع ان رواة القدح ضعفاء على انه يمكن ان يكون الفضل مثابا في رد الاخبار التي نقلوها اليه من المعصومين وردها الفضل لظنه الغلو وكانوا مثابين لكونهم سمعوها من المعصومين و الجميع مطابق للاخبار التي نقلوها المشايخ المعظمون في كتبهم ثم نقل رقعة عبد الله بن جبرويه هذه التي ذكرها المصنف عن كش وقال في اخرها فتدبر في هذا الخبر حتى يظهر لك ما ذكرنا ثم نقل روايتان متضمنتان لأنه لو عرض علم سلمان على مقداد لكفره ثم قال والحق ان مراتب العلوم متفاوتة فيمكن ان يكون انكار الفضل لاحباهم لعدم ادراكه أو لخوف الفضل على ان يكفر العوام بالغلو كما ورد في الاخبار الكثيرة ان حدثوهم بما يعلمون أو يفهمون.
الفضل بن العباس بن عم النبي (ص): أعان أمير المؤمنين (ع) في تغسيل النبي (ص) وحب الماء عليه صلى الله عليه واله بعد عينيه بالعصابة لئلا ينظر اليه وكان كل ذلك بوصية النبي صلى الله عليه واله كذا في غير واحد من الاخبار.
الفضل بن عبد الملك (اه): عده المفيد في الرسالة من فقهاء الأصحاب وقد مر في زياد بن المنذر وقوله فنظر (اه): فقال جدي ره البقباق لا يحتمل هذا العلم وعبيد يحتمل وهذا لا يقدح في عدالة البقباق انتهى فظهر ان ما ذكره ابن طاوس من جهة هذا الحديث ان الصادق (ع) كان يتقيه محل نظر ويحتمل ان يكون عبيد توهم ذلك أو يكون مصلحة في عدم اطلاعه سيما بعد ملاحظة ما مر في حذيفة وتوجيه ما مر أيضا ظاهر.