الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٣٥٢
المسألة الثالثة في رواية الأكابر عن الأصاغر وتفصيل البحث في قسمين:
القسم الأول في كونها من غير الاباء عن الأبناء وفيه حقول:
الحقل الأول في: التعريف بلى (1).، وإن روى عمن دونه في: السن، أوفي اللقى، أو في المقدار (2).، فهو النوع المسمى ب‍: رواية الأكابر عن الأصاغر (3).

(١) هذه العناوين ومعنوناتها.، نحن أضفناها، وليست من النسخة الأساسية.، ولا، الرضوية.
(٢) من علم، أو إكثار رواية، ونحو ذلك.، فذلك لكثرته.، لأنه الغالب في الروايات، لم يخص باسم خاص...، (مقباس الهداية: ص ٥٤).
ومثال الرواية عمن دونه في المقدار.، هي رواية الباقر (ع)، عن عمه محمد بن الحنفية.، باعتبار ان الأول معصوم، والثاني ليس بمعصوم.
قال جلال الدين السيوطي: واخرج ابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية، من طريق حرب بن شريح (رضي الله عنه).، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين: أرأيت هذه الشفاعة التي يتحدث بها أهل العراق أحق هي؟ قال: إي والله.، حدثني عمي محمد بن الحنفية، عن علي: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: أشفع لامتي حتى يناديني ربي، أرضيت يا محمد؟ فأقول: نعم يا رب رضيت.، ثم أقبل علي فقال: انكم تقولون يا معشر أهل العراق: ان أرجى آية في كتاب الله (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا "). قلت: إنا لنقول ذلك.
قال: فكلنا أهل البيت نقول: ان أرجى آية في كتاب الله (ولسوف يعطيك ربك فترضى).، وهي الشفاعة. (تفسير الدر المنثور: ج ٦ ص ٣٦١).
وأقول: هذا المثال نفسه يصلح للتمثيل على رواية الأصاغر عن الأكابر، بلحاظ السن، حيث أن ابن الحنفية أكبر سنا " من أبي جعفر (ع).
وينظر: الحقل الثاني من المسألة الثانية، من الباب الثالث في تحمل الحديث، حيث في الحقل الثاني أمثلة أخرى من هذا النمط.
(3) قال الطيبي (ره): تجوز رواية الأكابر عن الأصاغر.، فلا يتوهم كون المروي عنه أكبر و أفضل، لأنه الغالب.، وهو على أقسام:
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»