الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٩
- 4 - كتبت يومها:
ما إن وقع نظري على كتاب (شرح البداية في علم الدراية)، في علم مصطلح الحديث طبعة 1379 ه‍ - 1960 م، الصادرة من مطبعة النعمان، في النجف الأشرف، حتى رحت أتصفح أوراقه، مطلعا " على مواضيعه، متنقلا " بين رواد آرائه.
فهالني!!
نعم، هالني ما رأيت فيه!! من عقم في الاخراج، وكثرة في الأخطاء المطبعية وشئ من الساقطات النصية.
في حين أن هذا السفر الفرد ما أعظم ما يتضمنه، من مادة غزيرة، في علم الدراية المقارن، قل أن تتوفر في غيره من فنه، على هذا الاختصار المستوعب، وبمثل هذه المتانة في الأسلوب، وتلك الدقة في المنهجة،. على الأقل بحساب أيامه، وذلك الاتقان في التبويب بلحاظ وسطه.، خاصة " إن هو نظر إليه على صعيد المجهودات الاسلامية، أو الامامية المعاصرة على وجه الخصوص.
وإزاء هذه الحالة، لم أملك صبرا حيال ما رأيت.
حتى أخذت القلم، وبدأت القراءة، مصححا " مرقما " مخرجا ".، وكلي أمل: في أن أجعل من هذا المقتنى، نسخة " شخصية معدة، صالحة " للاستفادة، أرجع إليها في مطالعاتي الخاصة.
ولكن! هي المهمة لم تكمل، وأنا أقف بها عند هذا الحد.
وإنما، وجدتها ثرية " معطاءة "، حينما أوقفتها على إخراج من مثل، دراية الشهيد هذه، إخراجا " يليق بمكانته العلمية، في مسار التاريخ الحديثي.، وحينما صيرتها خدمة " عامة "، يرجع إليها طلبة العلم، ومحبي الدراسات الانسانية.
وها أنا!! وبحدود المستطاع، عمدت إلى إحياء هذا التراث، طباعة " أنيقة "، متوفرة " على مستلزمات الاخراج، ومتطلبات التعليق، ودواعي التحقيق.
من توزيع لنصوصه، وتنقيط لفقراته، وترقيم لمطاليبه، وعنونة لموضوعاته، و تبويب لمباحثه، وفهرسة لمفرداته.
من تخريج لآياته، وارجاع لأحاديثه، وترجمة لرجاله، وذكر لمصادر أقواله وبيان لمعتمد لغاته.
من استعراض لنسخ مخطوطاته، والتعريف بها من حيث مكان وجودها، وتاريخ
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»