(شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها، ولم يفارقه في جاهلية ولا في الإسلام، () وهو أول الرجال إسلاما () كان أبيض نحيفا خفيف العارضين معروق الوجه، غائر العينين ناتئ الجبهة عاري الأشاجع الخضيب بالحناء والكتم. له وولده وولد ولده صحبة، ولم يجتمع هذا لأحد من الصحابة).
* (قول المصنف): شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها. وفي هذا الباب أحاديث كثيرة منها:
وقال أبو داود الطيالسي وأبو بكر البزار في مسانيدهما، حدثنا الفضل بن سهل قال: نا شبابة بن سوار، قال: نا إسحاق بن يحيى بن طلحة، قال:
حدثني عيسى بن طلحة، عن عائشة قالت: حدث أبي قال: (لما انصرف الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد كنت أو من فاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية: (كنت أول من جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم). (مسند الطيالسي) ص / ح / و (البحر الزخار المعروف بمسند البزار) (1 / 132، 186) والحافظ ابن كثير في (تفسير القرآن) (1 / 410).
وقد أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والحاكم والطبراني وغيرهم - وقال ابن أبي شيبة: حدثنا علي بن هاشم، قال:
حدثنا ابن أبي ليلى، عن المنهال والحكم و عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال علي كرم الله وجهه: ما كنت معنا يا أبا ليلى بخيبر؟ قلت: بلى والله لقد كنت معكم، قال:
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع إليه وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله له وليس بفرار).
وكذا في (المصنف) (14 / 464، 469) ح / 18729 - وأخرجه الحاكم في (المستدرك) (3 / 37) وصححه الحاكم والذهبي أيضا.
قوله: هو أول الرجال إسلاما، وفيه نظر:
وقال الحافظ ابن عبد البر في (الإستيعاب) (3 / 31): ولا شك أن عليا كرم الله وجهه عندنا أولهما إسلاما، وقال الحافظ ابن حجر:
في (الإصابة) (2 / 501): (أول الناس إسلاما علي في قول كثير من أهل العلم) وفي هذا الباب جماعة من الصحابة، منهم سلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد وجابر بن عبد الله وابن عباس وأبو سعيد الخدري وزيد بن أرقم وأنس بن مالك وسعد بن أبي وقاص وعلي بن أبي طالب وأم سلمة، وفي حديث علي كرم الله وجهه يقول: (أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم أبو بكر) أخرجه الدينوري وابن جرير، وقد أخرج أبو جعفر الطبري: حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا كنانة بن جبلة، عن إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج ابن حجاج، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد بن سعد قال: قلت لأبي: أكان أبو بكر أولكم إسلاما؟ فقال:
لا، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين. قاله في (تاريخه) (1 / 540) وسيأتي بيانه في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إن شاء الله.
ما ورد في حلمه، وفي هذا الباب أحاديث كثيرة منها ما رواه الحافظ ابن كثير في (تفسير القرآن) (2 / 102) قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي، حدثنا أبو نعيم الفضل بن وكين، حدثنا ابن برقان، عن ميمون بن مهران أن أعرابيا أتى أبا بكر فقال: قتلت صيدا وأنا محرم فما ترى علي من الجزاء؟ فقال أبو بكر لأبي بن كعب وهو جالس عنده: ما ترى فيها؟ فقال الأعرابي: (أتيتك وأنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسألك فإذا أنت تسأل غيرك؟ فقال