فصل في الصحابة * أبو بكر الصديق هو أبو بكر الصديق، اسمه عبد الله بن عثمان بن أبي قحافة، بضم القاف ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة، وصل بالأب السابع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما سمي عتيقا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أراد أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى أبي بكر).
(وله ترجمة في) (الطبقات الكبرى) (3 / 169) و (الإستيعاب) (4 / 18)، و (أسد الغابة) (3 / 309) و (الإصابة) (2 / 333) برقم / 4817 و (تذكرة الحفاظ) (1 / 2) و (العبر) (1 / 16) و (تهذيب التهذيب) (5 / 315) برقم / 537.
وله في البخاري اثنان وعشرون حديثا، وفي مسند أحمد ثمانون حديثا، وفي (مشكاة المصابيح) خمسة عشر حديثا.
ما جاء في صنعة إيمانه، وفي الباب آثار كثيرة فمنها: فما رواه وقد رواه البخاري والمروزي والموصلي وقال الموصلي: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج (شركاء خلقوا كخلقه) أخبرني ليث بن أبي سليم، عن أبي محمد، عن حذيفة، عن أبي بكر أما حضر ذلك من النبي وأما أخبره أبو بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل) قال: قلنا: يا رسول الله! وهل الشرك إلا ما عبد من دون الله أو ما دعي مع الله؟ شك عبد الملك قال:
(ثكلتك أمك يا صديق! الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل).
أخرجه البخاري في (الأدب المفرد) ص / 105 باب فضل الدعاء وأبو بكر المروزي في (مسند أبي بكر) ص / برقم / 17 - 18 وأبو يعلى في (المسند) (1 / 61) وقد صححه المحقق ناصر الدين الألباني وأخرجه في (صحيح الجامع الصغير) (1 / 694) ح / 3731 وله شاهد من حديث أبي هريرة قال:
اجتمع المهاجرون والأنصار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: وعيشك يا رسول الله! إني لم أسجد لصنم قط فغضب عمر بن الخطاب وقال: تقول:
وعيشك يا رسول الله! إني لم أسجد لصنم قط. وكنت في الجاهلية كذا وكذا؟ رواه القسطلاني في (إرشاد الساري) (6 / 187) وقال أبو حنيفة النعمان بن ثابت: إيمان إبليس وإيمان أبي بكر الصديق واحد: إسناد صحيح وكذا في (كتاب السنة) (1 / 219) رقم / 371.
وقد روى مالك في (الموطأ) (2 / 461) في الجهاد عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لشهداء أحد: (هؤلاء أشهد عليهم) فقال أبو بكر الصديق: ألسنا يا رسول الله! بإخوانهم أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا؟ فقال رسول الله (ص): ( بلى ولكن لا أدر ما تحدثون بعدي؟) وقد جاء في الأحاديث المتواترة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليردن الحوض علي رجال ممن صاحبني ورآني حتى إذا رفعوا إلي رأيتهم اختلجوا دوني، فلأقولن رب أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؟ إنهم ارتدوا بعدك على القهقري.