(كان مولده بمكة بعد الفيل بسنتين وأربعة أشهر إلا أياما، ومات بالمدينة ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادي الأخرى سنة ثلاث عشرة بين المغرب والعشاء، وله ثلاث وستون سنة.
وأوصى أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس، فغسلته وصلى عليه عمر بن الخطاب، وكانت خلافته سنتين، و أربعة أشهر، روى عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين، ولم يرو عنه من الحديث إلا القليل لقلة مدته بعد النبي صلى الله عليه وسلم).
فقال أبو بكر: وما تنكر) (إسناده جيد مع انقطاعه والحديث صحيح لشواهده منها ما رواه مالك وأحمد والترمذي وغيرهم عن قبيصة بن ذؤيب أنه قال:
جاءت الجدة إلى أبي بكر تسأله ميراثها فقال لها أبو بكر: مالك في كتاب الله شئ وما علمت لك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا؟ فارجعي حتى أسأل الناس سأل الناس فقال المغيرة بن شعبة: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس... واللفظ لمالك أخرجه في (الموطأ) (2 / 513) وقد أخرج ابن أبي شيبة في (المصنف) (14 / 568) ح / 8892، حدثنا عبد الله بن نمير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن أبا بكر وعمر لم يشهدا دفن النبي صلى الله عليه وسلم وكانا في الأنصار فدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرجعا) والخبر صحيح مع إرساله وله شاهد من حديث أبي ذؤيب وعلي بن أبي طالب ما قال عند وفاته: وأخرج ابن جرير الطبري والطبراني عن عبد الرحمن بن عوف قال أبو بكر في مرضه الذي توفي فيه:
أجل إني لا آسى على شئ من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني تركتهن، وثلاث تركتهن وددت أني فعلتهن، وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن، (فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شئ ؤ) وإن كانوا قد غلقوه على الحرب والخبر صحيح، وصححه، وقال الطرابلسي في فضائل الصحابة: أنه حديث حسن. كذا في (منتخب كنز العمال) (2 / 172).
وصيته: وأوصى زوجته أسماء بنت عميس، ومن وصاياه إياها ما رواه القاضي أبو يوسف في (كتاب الخرايج) عن أسماء بنت عميس أوصى أبو بكر إلى عمر بن الخطاب: (وأحذرك هؤلاء النفر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين قد انتفخت أجوافهم وطمحت أنصارهم وأحب كل امرئ منهم لنفسه، وأن لهم لخيرة عند زلة واحدة منهم، فإياك أن تكون واعلم أنهم لن يزالوا منك خائفين ما خفت الله، لك مستقيمين ما استقامت طريقتك) هذه وصيتي.
وكذا في (إزالة الخفاء) (2 / 33) لشاه ولي الله الديموي و (سيرة عمر بن الخطاب) لابن الجوزي ص / 53 وقد مات أبو بكر في سنة ثلاثة عشرة وقال سعيد بن المسيب: (لما توفي أبو بكر أقامت عليه عائشة النوح) أخرجه ابن سعد (3 / 208) وقالت عائشة: (توفي أبو بكر بين المغرب والعشاء فأصبحنا فاجتمع نساء المهاجرين والأنصار وأقاموا النوح) رواه ابن سعد وابن جرير في (تاريخه) (2 / 350).