وليس هذا فقط، بل هو أهم كتاب - في أصول الفقه - ظهر منذ أن فرغ الامام من تأليفه سنة (576) ه (1) إلى يومنا هذا، ذلك لان فيه حصيلة أهم كتب الأصول - التي كتبت قبل الفخر - بأفصح أساليب التعبير، وأجود طرائق الترتيب والتهذيب، مضافا إليها من آرائه، وفوائد فكره، وحسن إيراداته الكثير.
تسميته:
عنوان كتابنا هذا في أربع نسخ من النسخ - التي حققناه عليها - هو:
" المحصول في أصول الفقه " (2).
وفي النسختين الأخريين كان عنوانه: " المحصول في علم الأصول " (3).
وفي معظم المراجع التي ورد ذكره فيها، ذكر بالعنوان الأول، كما استعمل البعض العنوان الثاني: اعتمادا على اشتهار الكتاب بأنه في " أصول الفقه " أما الاحالات عليه فقد كان الغالب فيها الاقتصار على كلمة " المحصول " وحدها. وأول ما لفت نظري دلى وجوب تحقيق اسم الكتاب - هو الاشكال الذي أورده القرافي في النفائس على تسميته - حيث قال: "... تسمية الكتاب بالمحصول مشكل، لان الفعل إن كان " حصل " فهو قاصر ليس له مفعول، فلا يقال " محصول " وإن كان حصل بالتشديد: فاسم المفعول منه محصل. نحو كسرته فهو مكسر... فمحصول لا يتأتى منه، وليس للعرب ها هنا إلا حصل، وحصل. فعلى هذا لفظ " محصول ممتنع ".
ثم شرع بالجواب عن هذا الاشكال، ولم يقنعه ما ذكره من جواب فأورد عليه اشكالات، وأجاب عنها وأطال (4).
وإيرادات القرافي تؤكد أن عنوان الكتاب - في النسخ التي اطلع عليها - هو: