الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ٤٣
الصادق عليه السلام أبطل ما زعمه وجعله من القياس وهكذا جعل الأولوية القطعية بزعم القائس من القياس المنهي عنه في الأخبار الواردة في مقايسة إبليس وأنه أول من قاس نعم قد يصرح بالعلة ويستفاد منها عرفا أن الحكم يدور مدارها فيعم الحكم ويخصص فيقال مثلا لا تأكل الرمان لأنه حامض فإنه يستفاد منه أن العلة والمناط هي الحموضة فيعم كل حامض ويخص الحكم أيضا بالرمان الحامض لا الرمان الحلو وهذا النحو من الاستفادة أيضا من الاستفادة اللفظية بمقتضى الفطرة الارتكازية ومقتضى المفهوم اللغوي نعم لو استنبط العلة وحكم عليها بالحدس وجعل اسمها المناط القطعي لكان من القياس في الدين ولو فرض حجتيها في بعض الأحيان لكان ذلك بالنسبة إلى قاطعها لا على غيره ممن يقلده لعدم شمول أدلة التقليد له المقصد الرابع لا ريب أن كل الناس وجميع العقلا من جميع الملل والأقوام لهم في مقاصدهم غايات وفي أحكامهم العرفية والمولوية نهايات يفهمونها بألسنتهم مع اختلاف لغاتهم بحروفها الدالة عليها واللغة العربية أيضا من هذه اللغات التي جعل الله من آياته في الآية الشريفة ومن آياته اختلاف ألسنتكم إلخ لا فرق بينها وبين هذه اللغات على كثرتها إلا في الألفاظ والأدوات وكل الناس بفطرتهم حتى الأطفال المميزين يفهمون من مفهوم هذه الأدوات أن ما بعد الغاية غير المغيا في الحكم و المقصد إلا أن يدل دليل آخر على خلاف ظاهره وقد يريد المولى أن يشتغل العبد بفعل إلى الليل مثلا ولكن يريد أن لا يكون في
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»