مفهوم الميزان على أذهان العامة ولعل هناك معنى اخر أخفى من هذا فيكون ذلك بطنا لهذا البطن وهكذا إلى سبعة أو سبعين مبحث المشتق قوله أحدها ان المراد بالمشتق هاهنا:
اعلم أن جميع ما في العالم من المعاني على ثلاث طوائف (فقسم) هو من قبيل الذوات أعني به متن عالم الوجود (وقسم اخر) هو من قبيل العوارض والصفات أعني به جملة الأمور القائمة بالذوات وهو حواشي عالم الوجود (وقسم ثالث) وهي النسب المتحققة بين تلك الذوات والعوارض أو بين العوارض بعضها مع بعض وهي المعاني الحرفية وفي قبال هذه الطوائف الثلاث من المعاني طوائف خمس من الألفاظ ثلاثة منها بإزاء الطوائف الثلاث من المعاني المزبورة أعني بها الألفاظ الموضوعة بإزاء الذوات كالاعلام وبعض أسماء الأجناس والألفاظ الموضوعة بإزاء العوارض القائمة بتلك الذوات و الألفاظ الموضوعة بإزاء النسب أعني بها الحروف والأسماء المرادفة لها وهناك طائفة أخرى من الألفاظ قد وضعت بإزاء المركب من المعاني الثلاثة المتقدمة أعني بها الذوات والعوارض والنسب (وهذه) الطائفة المعبر عنها بالمشتقات على قسمين (قسم) منها قد وضع بإزاء الذوات لكن لا مطلقة بل محدودة بحد خاص ومتخصصة بمبدأ مخصوص من المبادي كاسم الفاعل والمفعول وأضرابها (و قسم اخر) قد وضع بإزاء الاحداث المنتسبة إلى الذات بنحو من النسبة كالمصادر والافعال وهذا القسم وسابقه متعاكسان في اعتبار الذات و الحدث في مدلوليهما ما بمعنى ان كلا من الذات والحدث مأخوذ في مدلول كلا القسمين لكن الذات في الأولى بنفسها معتبرة في المعنى والحدث معتبر فيه باعتبار تقيد الذات فيه ولذلك يحمل على الذات بخلاف الثانية فان المعتبر فيها بنفسها هو الحدث والذات انما اعتبرت فيه باعتبار تقيد الحدث بها (ومحل البحث في المقام) انما هو القسم الأول وحاصل البحث هو ان مدلول اللفظ في المشتقات ليس هو نفس الذات بما هي كما في الاعلام وأسماء الأجناس ليصدق على الذات بتمام أطوارها وأحوالها ما دامت الذات موجودة بل هو الذات حال كونها محدودة بحد خاص عرضي كالذات الثابت له العلم أو الحركة أو البياض فلا يصدق على الذات الخالية عن الحد