ليس لها كثير فضل الا بالنيات القلبية والاعتقادات اليقينية، والعمل بالسنة منوط بقصد طاعة الشرع وامتثال الامر وانقياد الرسول فهو لاشتماله على معنى الطاعة وهيئة التسليم والخضوع يكون لا محالة ثوابه أكثر وان قل عدده، واجره أعظم وان صغر مقداره من العمل المجرد عن هذه النيات وان كثر وعظم، والى هذا المعنى أشار بقوله تعالى: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم (1). ومنها قوله (ص): انما الأعمال بالنيات ولكل امرء ما نوى (2). وفي الكافي باسناده عن الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام (3) قال: قال رسول الله (ص): لا قول الا بعمل، ولا قول ولا عمل الا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية الا بإصابة السنة. اي لا يتم قول الايمان الا بعمل الأركان، ولا يتم عمل الأركان الا بنية الجنان والاعتقاد الصحيح، ولا يصح نية ولا اعتقاد الا بإصابة الطريقة الحقة التي أتى بها الرسول (ص) عن الله تعالى.
وأنت خبير بان هذه الأحاديث لا دلالة فيها على وجوب استشعار اجزاء كل عبادة عند فعلها بل على وجوب كون الباعث له على فعلها النية والاعتقاد الصحيحين.
ومنها - ما رواه عبد الله بن سنان في الصحيح (4) عن أبي عبد الله (ع): قال: كل شئ يكون فيه حرام وحلال فهو لك حلال أبدا حتى تعرف الحرام منه بعينه فتدعه.
وفي موثقة مسعدة بن صدقة (5) عنه (ع) مثله وزاد فتدعه من قبل يقينك مثل الثوب قد