معجزة القرآن - الشيخ متولي الشعراوي - الصفحة ٧٠
الانزال في ليلة القدر.. معناه إرادة الحق أن يبرز القرآن من كنزه الذي كان مكنونا فيه إلى الأرض ليباشر مهمته في الوجود.. من عالم الغيب.. إلى عالم الشهادة.. وتنزيل القرآن منسوب إلى الله سبحانه وتعالى مصداقا لقوله (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل).. ولكنه يأتي أيضا منسوبا إلى جبريل.. نزل به الروح الأمين.. يبقى الذي نزل به.. الروح الأمين.. ولكن الذي أنزله هو الله سبحانه وتعالى.. ان مادة انزل لم تسند الا لله سبحانه وتعالى..
فقول الله (انا أنزلناه في ليلة القدر).. أي أخرجناه من اللوح المحفوظ من عالم الغيب الذي كان مستورا فيه يباشر مهمته في الوجود.. وما دام قد أنزله في ليلة القدر..
والانزال للقرآن.. يكون الانزال ليس للبلاغ وحده ولكن لكي يبتدئ القرآن مباشرة مهمته.. وبذلك يكون ما قالوه من أنه نزل من اللوح المحفوظ إلى الدنيا ليباشر مهمته..
وبعد ذلك من الجائز أن يكون أول نجم فيه قد نزل في هذه الليلة.. والذي يجب أن نفهمه ان الله سبحانه وتعالى حين نسب القرآن إلى ذاته.. والنزول به إلى جبرئيل.. معناه ان جبريل حمله كما هو.. كما أنزله الله.. إلى النبي صلى الله عليه وسلم.. وانه لم يجر فيه أي تعديل أو تبديل.. بل هو كما أنزله الله سبحانه وتعالى..
يبقى ليلة القدر.. الليلة التي أنزله فيها الله سبحانه وتعالى ليباشر مهمته في الوجود أنزله إلى السماء الدنيا ليأخذ منه جبريل.. لينزله على محمد صلى الله عليه وسلم.. لقد كان القرآن إلى أن أخذ منه جبريل في طي غيب الله.. وبعد ذلك حين أوصله جبريل إلى رسول الله كان في طي الغيب عن رسول الله.. ثم حين أخذه رسول الله.. وأبلغه الناس كان في طب الغيب عنا.. فقول الله
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»