معجزة القرآن - الشيخ متولي الشعراوي - الصفحة ٧٥
مقاييس الاعداد.. واذن معناها ان ليلة القدر خير من الزمن كله مهما طال.. ولكن خير من ألف شهر في ماذا..
ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأمته.. فرسول الله صلى الله عليه وسلم سمع أن رجلا حمل السيف في سبيل الله ألف سنة.. فاستقصر عمر أمته.. فكأن الله أراد أن يبشره.. فقال له.. عندكم ليلة.. لو أحسنتم القيام فيها والعبادة لله لأغنتكم عن ألف شهر.. وألف شهر في ماذا.. في حمل سيف في سبيل الله.. ويكون المعنى في ذلك أن الله سبحانه وتعالى عوض أمة محمد في الزمن اليسير.. ما يتسع له ما أخذه غيرهم في الزمن الطويل..
ولكن الله أراد أن يعطينا شيئا آخر عن ليلة القدر..
هي أنها محل لتنزلات الملائكة برحمة الله في الأرض..
تنزلات رحمة الله في الأرض هي بنواميس.. وبقوانين..
ولا يتعارض العقل أن يكون لكل ناموس أو لكل قانون نوع من الملائكة.. الملائكة خلق من خلق الله الغيبي.. كل قانون كالأرزاق وكالرحمة.. وكالموت.. له ملائكة.. بدليل ان الله يقول عن الملائكة (فالمدبرات أمرا).. أي أنه خلق الملائكة الغيبيين.. لكي يباشروا مهمة غيبية محددة في الحياة.. ويمكن أن تكون ليلة القدر قد خصت بنزول القرآن فيها.. لان الله قد خصها من قديم الزمان.. بأنها محل لتنزلاته إلى الأرض.. تنزل الاحكام إلى الملائكة..
ثم يباشرونها على امتداد العام كله.. ثم يقول الله تعالى (سلام هي حتى مطلع الفجر) الذي يدلنا على أن التنزلات في ليلة القدر شملت غير القرآن.. قوله سبحانه وتعالى (تنزل الملائكة والروح فيها).. فالروح الأمين وهو جبريل تنزل بالقرآن.. والملائكة.. تنزلت لخير الله في الأرض..
أي أن الملائكة لتنزلات أخرى غير القرآن ليباشر كل ملك
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 » »»