معجزة القرآن - الشيخ متولي الشعراوي - الصفحة ٤٥
والأرض مددنا وهي كرة اذن ما دامت الأرض مسطحة.. فلابد أن يكون لها حيز.. فإذا جئت في آخر السطح.. لابد أن تصل إلى حافة.. ولكن الله سبحانه وتعالى يقول (والأرض مددناها).. ومعنى مددناها انك أينما ذهبت فوق سطح الكرة الأرضية.. تراها ممدودة امامك.. أي منبسطة أمامك.. فإذا ذهبت إلى القطب الشمالي رأيت الأرض منبسطة.. وإذا أسرعت إلى القطب الجنوبي رأيت الأرض منبسطة.. وإذا ذهبت إلى خط الاستواء وجدت الأرض أمامك منبسطة.. في أي مكان نذهب إليه نرى الأرض منبسطة.. وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت الأرض كروية..
اذن فقول الله سبحانه وتعالى (والأرض مددناها) دليل على كروية الأرض.. ولكن انسانا أخطأ وفسر ذلك اللفظ على أنه دليل على أن الأرض مبسوطة.. وخرج من ذلك بأن هذه حقيقة قرآنية.. وهي ليست حقيقة قرآنية فإذا ثبت أن الأرض كروية بدأ تعارض وهمي بين حقيقة كونية.. وحقيقة قرآنية.. وهنا يبرز دور الجهل في محاولة النيل من كتاب الله.. ولو تعمق بعض الناس قليلا لعرفوا أن كروية الأرض ودوران الأرض موجودان في القرآن .. وهذا ما سنعود إليه في موضع آخر..
كذلك مثلا قول الله سبحانه وتعالى (ويعلم ما في الأرحام) يأتي انسان ليقول أن معنى ويعلم ما في الأرحام..
ان الله يعلم هل الطفل الذي في بطن أمه ذكر أو أنثى..
فإذا جاء في نشاط العلم انهم يستطيعون بطريقة ما أن يعرفوا قبل ولادة المولود بفترة إذا كان ذكرا أو أنثى.. يقول بعض
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»