معجزة القرآن - الشيخ متولي الشعراوي - الصفحة ٤٢
والجو الذي يعيش فيه منقى إلى آخر درجات العلم..
هنا نكون قد أبعدنا عن هذا الانسان كل مسببات الموت التي نعرفها.. ومع ذلك هل يمكن أن يكتب لانسان مثل هذا الخلود رغم أننا منعنا عنه كل الأسباب الظاهرية للموت..
الجواب طبعا مستحيل.. لان الله هو الذي يحيي ويميت..
والأسباب لا تفعل بنفسها ولكنها تفعل بإرادة الله.
ثم تحدى الله العالم كله في القرآن بخمس مغيبات..
(ان الله عنده علم الساعة.. وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام.. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا.. وما تدري نفس بأرض أرض تموت..) تحدى الله بهذه المغيبات.. تحدى البشر جميعا..
فكان القرآن كما تحدى العرب في اللغة عندما نزل.. حمل تحديات للعالم أجمع.. وقال لهم: انكم لن تصلوا إلى كذا وكذا إلى آخره.. عشرات التحديات التي ساقها القرآن للبشرية جميعا.. قال لن تصلوا إلى كذا.. لن تفعلوا كذا لن تخلقوا كذا.. وكانت هذه التحديات لكل البشرية..
ولكل العصور..
القرآن أخبرنا بحقائق الكون وبعد أن تحدى الله البشر جميعا.. قال: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).
قال (في الآفاق) أي أن الله سبحانه وتعالى سيكشف لعباده بعضا من آياته ليتبين لهم أن هذا القرآن هو الحق..
وكيف يتبين لهم أنه الحق.. ذلك أن حقائق الكون..
التي سيصلون إليها بعد مئات السنين أو آلاف السنين
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»