أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٩ - الصفحة ٧٧
وقال القرطبي: الآية تعم جميع ما ذكر وغيره.
وسياق حديث الصحيح: (لو أن لابن آدم واديا من ذهب، لأحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب).
قال ثابت: عن أنس عن أبي: كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت * (ألهاكم التكاثر) *.
وكأن القرطبي يشير بذلك، إلى أن التكاثر بالمال أيضا.
وقد جاءت نصوص من كتاب الله تدل على أن التكاثر الذي ألهاهم، والذي ذمهم الله بسببه أو حذرهم منه، إنما هو في الجميع، كما في قوله تعالى: * (اعلموا أنما الحيواة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر فى الا موال والا ولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما) * إلى قوله * (وما الحيواة الدنيآ إلا متاع الغرور) *.
ففيه التصريح: بأن التفاخر والتكاثر بينهم في الأموال والأولاد.
ثم جاءت نصوص أخرى في هذا المعنى كقوله: * (وما الحيواة الدنيآ إلا لعب ولهو وللدار الا خرة خير للذين يتقون) *.
وقوله: * (وما هاذه الحيواة الدنيآ إلا لهو ولعب وإن الدار الا خرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون) *.
ولكون الحياة الدنيا بهذه المثابة، جاء التحذير منها والنهي عن أن تلههم، في قوله تعالى: * (ياأيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولائك هم الخاسرون) *.
وبين تعالى أن ما عند الله للمؤمنين خير من هذا كله في قوله: * (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قآئما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين) *.
ومما يرجح أن التكاثر في الأموال والأولاد في نفس السورة، ما جاء في آخرها من
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»