أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٩ - الصفحة ١٠٣
((سورة الفيل)) * (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم فى تضليل * وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول) * * (وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل) *. اختلف في معنى السجيل هنا.
فقال قوم: هو السجين، أبدلت النون لاما، والسجين النار.
وقيل: إن السجيل من السجل، كأنه علم للديوان الذي كتب فيه عذاب الكفار، كما أن سجينا لديوان أعمالهم واشتقاقه من الإسجال وهو الإرسال، ومنه السجل الدلو المملوء ماء، وهي حجارة مرسلة لقوله: * (وأرسل عليهم طيرا أبابيل) *.
وقوله: إن سجينا، عن الديوان أعمالهم، يعني قوله تعالى: * (كلا إن كتاب الفجار لفى سجين) *.
وقيل: معنى سجيل ستك وطين، يعني بعض حجر وبعض طين.
وقيل: معناه الشديد.
وقيل: السجيل اسم لسماء الدنيا.
وتقدم للشيح رحمة الله تعالى علينا وعليه، ترجيح أنها من طين شديد القوة.
وهذا ما يشهد له القرآن لما في سورة الذاريات * (قالوا إنآ أرسلنآ إلى قوم مجرمين * لنرسل عليهم حجارة من طين * مسومة عند ربك للمسرفين) * فنص على أنها من طين.
والحجارة من الطين: هي الآجر وهو الطين المطبوخ حتى يتحجر.
وجاء النص الآخر أنها من سجيل منضوض في قوله: * (فلما جآء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود) *.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»