أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٥٤٤
((سورة الليل)) * (واليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى * وما خلق الذكر والا نثى * إن سعيكم لشتى * فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى * وما يغنى عنه ماله إذا تردى * إن علينا للهدى * وإن لنا للا خرة والا ولى * فأنذرتكم نارا تلظى * لا يصلاهآ إلا الا شقى * الذى كذب وتولى * وسيجنبها الا تقى * الذى يؤتى ماله يتزكى * وما لاحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغآء وجه ربه الا على * ولسوف يرضى) * * (واليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى) *. يقسم الله تعالى بالليل والنهار وأثرهما على الكون، على أنهما آيتان عظيمتان.
وتقدم الكلام عليهما في السورة قبلها عند قوله: * (والنهار إذا جلاها * واليل إذا يغشاها) *.
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه الكلام على هاتين الآيتين، عند قوله تعالى: * (وجعلنا اليل والنهار ءايتين) *، في سورة بني إسرائيل، وذكر كل النصوص في هذا المعنى. وأثر الليل والنهار في حياة الناس، ومعرفة الحساب ونحوه. * (وما خلق الذكر والا نثى) *. تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بحث هذه المسألة، وإيراد كل النصوص في عدة مواضع، أشار إليها كلها في سورة النجم عند قوله تعالى: * (وأنه خلق الزوجين الذكر والا نثى * من نطفة إذا تمنى) *، وقد قرئت بعدة قراءات منها * (خلق الذكر والا نثى) *، ومنها * (الذكر والا نثى) *.
وذكرها ابن كثير مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري ومسلم، وعلى القراءة المشهورة.
* (وما خلق الذكر والا نثى) *، اختلف في لفظة (ما) فقيل: إنها مصدرية، أي وخلق الذكر والأنثى.
وقيل: بمعنى من، أي والذي خلق الذكر والأنثى. فعلى الأول يكون القسم
(٥٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 539 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 ... » »»