أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٥٢٤
* (كلا إذا دكت الا رض دكا دكا) *، إلى آخر السورة.
كما أنه يظهر ارتباط كبير بينه وبين آخر السورة التي قبلها، إذ جاء فيها * (فذكر إنمآ أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر * إلا من تولى وكفر * فيعذبه الله العذاب الا كبر) *، * (والفجر وليال عشر) * إلى قوله: * (هل فى ذلك قسم لذى حجر) *، لأن ما فيه من الوعيد بالعذاب الأكبر والقصر في إيابهم إلى الله وحده وحسابهم عليه فحسب يتناسب معه هذا القسم العظيم.
أما ارتباطه بما في آخر السورة، فهو أن المقسم به هنا خمس مسميات * (والفجر * وليال عشر * والشفع والوتر * واليل إذا يسر) *، والذي في آخر السورة أيضا خمس مسميات: * (دكت الا رض دكا دكا وجآء ربك والملك صفا صفا * وجىء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى) *.
صور اشتملت على اليوم الآخر كله من أول النفخ في الصور، ودك الأرض إلى نهاية الحساب، وتذكر كل إنسان ماله وما عليه، تقابل ما اشتمل عليه القسم المتقدم من أمور الدنيا. * (ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد * التى لم يخلق مثلها فى البلاد * وثمود الذين جابوا الصخر بالواد * وفرعون ذى الا وتاد * الذين طغوا فى البلاد) *. لم يبين هنا ماذا ولا كيف فعل، بمن ذكروا، وهم عاد وثمود وفرعون.
وقد تقدم ذكر ثلاثتهم في سورة الحاقة عند قوله تعالى: * (فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية) *، * (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم) * إلى قوله * (فأخذهم أخذة رابية) *.
والجديد هنا: هو وصف كل من عاد من أنها ذات العماد، ولم يخلق مثلها في البلاد، وثمود أنهم جابوا الصخر بالواد، وفرعون أنه ذو أوتاد.
وقد اختلف في المعنى بهذه الصفات كلها.
أما عاد، فقيل: العماد عماد بيوت الشعر، والمراد بها القبيلة. وطول عماد
(٥٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 ... » »»