وحسن حذفها كما حسن في قوله: * (والشمس وضحاها) *، ثم قال: * (قد أفلح من زكاها) *، أي لقد أفلح، ويكون الجواب دليلا على لعنة الله على من فعل ذلك، وتنبيها لكفار قريش الذين يؤذون المؤمنين ليفتنوهم عن دينهم.
وإذا كان قتل هي الجواب فهي جملة خبرية، وإذا كان الجواب غيرها فهي جملة إنشائية، دعاء عليهم.
وقرئ: قتل بالتشديد، قرأها الحسن وابن مقسم، وقرأها الجمهور بالتخفيف ا ه.
والأخدود: جمع خد، وهو الشق في الأرض طويلا. وقوله: * (النار ذات الوقود) * الوقود بالضم وبالفتح، والقراءة بالفتح كالسحور، والوضوء. فبالفتح ما توقد به كصبور والماء المتوضأ به والطعام المتسحر به، وبالضم المصدر، والفعل والوقود بالضم ما توقد به.
ذكر صاحب القاموس، والنار ذات الوقود: بدل من الأخدود.
وقيل في معناها: عدة أقوال، حتى قال أبو حيان: كسلت عن نقلها.
ونقل الفخر الرازي ثلاثة منها.
والمشهور عند ابن كثير ما رواه أحمد ومسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان فيمن كان قبلكم ملك، وكان له ساحر، فلما كبر الساحر قال للملك: إني قد كبر سني وحضر أجلي، فادفع إلي غلاما لأعلمه السحر، فدفع إليه غلاما كان يعلمه السحر، وكان بين الساحر والملك راهب، فأتى الغلام الراهب فسمع من كلامه فأعجبه، وكان إذا أتى الساحر ضربه، وقال ما حبسك؟ وإذا أتى أهله ضربوه وقالوا: ما حبسك؟ فشكا ذلك إلى الراهب فقال: إذا أراد الساحر ضربك فقل: حبسني أهلي، وإذا أراد أهلك أن يضربوك، فقل: حبسني الساحر، فبينما هو ذات يوم إذ أتى على دابة عظيمة فظيعة قد حبست الناس، فلا يستطيعون أن يجوزوا، فقال: اليوم أعلم أمر الراهب أحب إلى الله أم أمر الساحر؟ قال: فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك وأرضى من أمر الساحر، فاقتل هذه الدابة، حتى يجوز الناس ورماها فقتلها، ومضى الناس فأخبر الراهب بذلك، فقال: أي بني أنت أفضل مني، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا