الشيطان فخدع بقسم إبليس بالله تعالى * (وقاسمهمآ إني لكما لمن الناصحين) *، وكانت معصية عن إغواء ووسوسة * (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه) *.
أما إبليس، فكان عصيانه عن سبق إصرار، وعن حسد واستكبار كما قال تعالى: * (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) *، ولما خاطبه الله تعالى بقوله: * (قال ياإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى أستكبرت أم كنت من العالين) * قال في إصراره وحسده وتكبره: * (قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين) *.
فاختلفت الدوافع، وكان لدى إبليس ما ليس لدى آدم في سبب العصيان وبالتالي اختلفت النتائج، فكانت النتيجة مختلفة تماما. أما آدم فحين عاتبه على أكله من الشجرة في قوله تعالى: * (وناداهما ربهمآ ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكمآ إن الشيطان لكما عدو مبين) * رجعا حالا واعترفا بذنبهما قائلين: * (قالا ربنا ظلمنآ أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) * وكانت العقوبة لهما قوله تعالى: * (قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الا رض مستقر ومتاع إلى حين) *.
فكان هبوط آدم مؤقتا ولحقه قوله تعالى: * (قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) *، فأدركته هداية الله، ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى: * (فتلقىءادم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) *.
أما نتيجة إبليس فلما عاتبه تعالى في معصيته في قوله تعالى: * (قال ياإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى أستكبرت أم كنت من العالين) * كان جوابه استعلاء، وتعاظما، على النقيض مما كان في جواب آدم إذ قال: * (أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين) *، فكان جوابه كذلك عكس ما كان جوابا على آدم * (قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين) *.
ولقد قالوا: إن الذي جر على إبليس هذا كله هو الحسد، حسد آدم على ما أكرمه الله به فاحتقره وتكبر عليه، فوقع في العصيان، وكانت نتيجته الطرد.