أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٩٣
هل شهدوا خلق الملائكة وحضروه، حتى علموا أنهم خلقوا إناثا فقد ذكرها في قوله تعالى: * (أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون) * وبين تعالى أنه لم يشهد الكفار خلق شيء في قوله: * (مآ أشهدتهم خلق السماوات والا رض ولا خلق أنفسهم) *.
وأما المسألة الثالثة التي هي كون شهادتهم بذلك الكفر ستكتب عليهم، فقد ذكرها تعالى في مواضع من كتابه كقوله تعالى: * (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون) *، وقوله تعالى: * (هاذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إن كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) *، وقوله تعالى: * (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) *، وقوله تعالى: * (إن رسلنا يكتبون ما تمكرون) * وقوله تعالى: * (وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك) *. وقوله تعالى: * (سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا) *.
وأما المسألة الرابعة: وهي كونهم يسألون عن ذلك الافتراء والكفر، فقد ذكرها تعالى في آيات من كتابه كقوله تعالى: * (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون) * وقوله تعالى: * (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون) *، وقوله تعالى: * (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) * وقوله تعالى: * (ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسألن عما كنتم تفترون) * إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (وقالوا لو شآء الرحمان ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون) *. في هذه الآية الكريمة إشكال معروف، ووجهه أن قول الكفار الذي ذكره الله عنهم هنا، أعني قوله تعالى * (وقالوا لو شآء الرحمان ما عبدناهم) *، هو بالنظر إلى ظاهره كلام صحيح، لأن الله لو شاء أن يعبدوهم ما عبدوهم، كما قال تعالى * (ولو شآء الله مآ أشركوا) *، وقال تعالى: * (ولو شآء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين) *، وقال تعالى: * (ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها) *.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»