قوله تعالى: * (ولاكن الله حبب إليكم الايمان وزينه فى قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان) *. وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من أنه هو الذي حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، جاء موضحا في آيات كثيرة مصرح فيها بأنه تعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء، كقوله تعالى: * (من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا) *.
وقوله تعالى: * (ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أوليآء من دونه) *.
وقوله تعالى: * (من يهد الله فهو المهتدى ومن يضلل فأولائك هم الخاسرون) *.
وقوله تعالى: * (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) * والآيات بمثل هذا كثيرة معلومة، نرجو الله الرحيم الكريم أن يهدينا وألا يضلنا. قوله تعالى: * (إنما المؤمنون إخوة) *. هذه الأخوة التي أثبت الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة للمؤمنين بعضهم لبعض هي أخوة الدين لا النسب.
وقد بين تعالى أن الأخوة تكون في الدين في قوله تعالى * (فإن لم تعلموا ءاباءهم فإخوانكم فى الدين) *.
وقد قدمنا في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى: * (إن هاذا القرءان يهدى للتى هى أقوم) *، أن الأخوة الدينية أعظم وأقوى من الأخوة النسبية، وبينا أدلة ذلك من الكتاب والسنة، فأغنى ذلك عن إعادته هنا. قوله تعالى: * (ياأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نسآء من نسآء عسى أن يكن خيرا منهن) *. قوله: * (لا يسخر قوم من قوم) * أي لا يستخفوا ولا يستهزؤوا بهم، والعرب تقول: سخر منه بكسر الخاء، يسخر بفتح الخاء على القياس، إذا استهزأ به واستخف.