أمر الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يقول للناس * (إنمآ أنا لكم نذير) * أي إني لست بربكم، ولا بيدي هدايتكم ولا علي عقابكم يوم القيامة، ولكني مخوف لكم من عذاب الله وسخطه.
والآيات بهذا المعنى كثيرة جدا كقوله تعالى * (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) * وقوله * (إنمآ أنت منذر) * وقوله * (إن أنا إلا نذير مبين) * وقوله * (فمآ أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ) * وقوله * (إن هو إلا نذير لكم بين يدى عذاب شديد) * وقوله * (تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) * والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا. وقوله في هذه الآية الكريمة: مبين الظاهر أنه الوصف من أبان الرباعية اللازمة التي بمعنى بان، والعرب تقول: أبان فهو بين معنى بان، فهو بين من اللازم الذي ليس بمتعد إلى المفعول، ومنه قول كعب بن زهير: تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) * والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا. وقوله في هذه الآية الكريمة: مبين الظاهر أنه الوصف من أبان الرباعية اللازمة التي بمعنى بان، والعرب تقول: أبان فهو بين معنى بان، فهو بين من اللازم الذي ليس بمتعد إلى المفعول، ومنه قول كعب بن زهير:
* قنواء في حرتيها للبصير * عتق مبين وفي الخدين تسهيل * فقوله: عتق مبين: أي كرم ظاهر ومن أبان اللازمة قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي: فقوله: عتق مبين: أي كرم ظاهر ومن أبان اللازمة قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
* لو دب ذر فوق ضاحي جلدها * لأبان من آثارهن حدور * يعني لظهر وبان من آثارهن ورم ومنه قول جرير: يعني لظهر وبان من آثارهن ورم ومنه قول جرير:
* إذا آباؤنا وأبوك عدوا * أبان المقرفات من العراب * أي ظهر: وبان المقرفات من العراب، ويحتمل أن يكون قوله في هذه الآية: مبين: اسم فاعل أبان المتعدية، والمفعول محذوف للتعميم: أي مبين لكم في إنذاري كل ما ينفعكم، وما يضركم لتجتلبوا النفع، وتجتنبوا الضر، والأول أظهر. والله أعلم أعلم.
قوله تعالى: * (فالذين ءامنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم * والذين سعوا فىءاياتنا معاجزين أولائك أصحاب الجحيم) *. بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن الذين آمنوا به وبرسله، وكل ما يجب الإيمان به، وعملوا الفعلات الصالحات من امتثال الأوامر، واجتناب النواهي لهم من الله مغفرة لذنوبهم، ورزق كريم: أي حسن، هو ما يرزقهم من أنواع النعيم في جناته، وأن