وأما الهندسة ففي قوله: * (انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب لا ظليل ولا يغنى من اللهب) * فإن فيه قاعدة هندسية، وهو أن الشكل المثلث لا ظل له.
وأما الجدل فقد حوت آياته من البراهين والمقدمات والنتائج، والقول بالموجب، والمعارضة، وغير ذلك شيئا كثيرا، ومناظرة إبراهيم أصل في ذلك عظيم.
وأما الجبر والمقابلة فقد قيل: إن أوائل السور ذكر عدد وأعوام وأيام لتواريخ أمم سالفة، وإن فيها تاريخ بقاء هذه الأمة، وتاريخ مدة الدنيا، وما مضى وما بقي، مضروبا بعضها في بعض.
وأما النجامة ففي قوله: * (أو أثارة من علم) * فقد فسره ابن عباس بذلك.
وفيه من أصول الصنائع، وأسماء الآلات التي تدعو الضرورة إليها فمن الصنائع الخياطة في قوله: * (وطفقا يخصفان) *. والحدادة في قوله تعالى: * (ءاتونى زبر الحديد) *، وقوله: * (وألنا له الحديد) *. والبناء في آيات، والنجارة * (أن اصنع الفلك) *، والغزل * (نقضت غزلها) *، والنسج * (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) *، والفلاحة * (أفرءيتم ما تحرثون) * في آيات أخر، والصيد في آيات، والغوص * (والشياطين كل بنآء وغواص) *، * (وتستخرجون حلية) *، والصياغة * (واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا) *، والزجاجة * (صرح ممرد من قوارير) *، * (المصباح فى زجاجة) *، والفخارة * (فأوقد لى ياهامان على الطين) *، والملاحة * (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون فى البحر) *، والكتابة * (علم بالقلم) * في آيات أخر، والخبز والطحن * (أحمل فوق رأسى خبزا تأكل الطير منه) *، والطبخ * (بعجل حنيذ) *، والغسل والقصارة * (وثيابك فطهر) *، * (قال الحواريون) * وهم القصارون، والجزارة * (إلا ما ذكيتم) *، والبيع والشراء في آيات كثيرة، والصبغ * (صبغة الله) *، * (جدد بيض وحمر) *، والحجارة * (وتنحتون من الجبال بيوتا) *، والكيالة والوزن