أن يتزوج منهم. فزوجوه امرأة من الجن يقال لها ريحانة بنت السكن. فولدت له بلقمة وهي بلقيس، ولم يكن له ولد غيرها. وقال أبو هريرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كان أحد أبوي بلقيس جنيا) إلى أن قال: ويقال إن سبب تزوج أبيها من الجن أنه كان وزيرا لملك عات، يغتصب نساء الرعية، وكان الوزير غيورا فلم يتزوج. فصحب مرة في الطريق رجلا لا يعرفه فقال: هل لك من زوجة؟ فقال: لا أتزوج أبدا. فإن ملك بلدنا يغتصب النساء من أزواجهن. فقال: لئن تزوجت ابنتي لا يغتصبها أبدا. قال: بل يغتصبهاا قال: إنا قوم من الجن لا يقدر علينا. فتزوج ابنته فولدت له بلقيس إلى غير ذلك من الروايات.
وقال القرطبي أيضا: وروى وهيب بن جرير بن حازم، عن الخليل بن أحمد، عن عثمان بن حاضر قال: كانت أم بلقيس من الجن، يقال لها: بلعمة بنت شيصان.
قال مقيده عفا الله عنه: الظاهر أن الحديث الوارد في كون أحد أبوي بلقيس جنيا ضعيف، وكذلك الآثار الواردة في ذلك ليس منها شيء يثبت.
مسألة اختلف العلماء في جواز المناكحة بين بني آدم والجن. فمنعها جماعة من أهل العلم، وأباحها بعضهم.
قال المناوي (في شرح الجامع الصغير): ففي الفتاوى السراجية للحنفية: لا تجوز المناكحة بين الإنس والجن وإنسان الماء. لاختلاف الجنس. وفي فتاوى البارزي من الشافعية: لا يجوز التناكح بينهما. ورجح ابن العماد جوازه اه.
وقال الماوردي: وهذا مستنكر للعقول. لتباين الجنسين، واختلاف الطبعين. إذ الآدمي جسماني، والجني روحاني. وهذا من صلصال كالفخار، وذلك من مارج من نار، والامتزاج مع هذا التباين مدفوع، والتناسل مع هذا الاختلاف ممنوع اه.
وقال ابن العربي المالكي: نكاحهم جائز عقلا. فإن صح نقلا فبها ونعمت.
قال مقيده عفا الله عنه: لا أعلم في كتاب الله ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم نصا يدل على جواز مناكحة الإنس الجن، بل الذي يستروح من ظواهر الآيات عدم جوازه. فقوله في هذه الآية الكريمة: * (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا) *. ممتنا على