أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ١٨٤
الله الذي نجاهم من الكفرة الظالمين، ويسألوه أن ينزلهم منزلا مباركا. وذلك في قوله: * (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذى نجانا من القوم الظالمين) * * (وقل رب أنزلنى منزلا مباركا وأنت خير المنزلين) *.
وبين في سورة الزخرف ما ينبغي أن يقال عند ركوب السفن وغيرها بقوله * (والذى خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والا نعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذى سخر لنا هاذا وما كنا له مقرنين وإنآ إلى ربنا لمنقلبون) *. ومعنى قوله * (مقرنين) * أي مطيقين، ومنه قول عمرو بن معد يكرب: مقرنين) * أي مطيقين، ومنه قول عمرو بن معد يكرب:
* لقد علم القبائل ما عقيل * لنا في النائبات بمقرنينا * وقول الآخر: وقول الآخر:
* ركبتم صعبتي أشر وجبن * ولستم للصعاب بمقرنينا * وقول ابن هرمة: وقول ابن هرمة:
* وأقرنت ما حملتني ولقلما * يطاق احتمال الصد يا دعد والهجر * وهى تجرى بهم فى موج كالجبال) *. ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة: أن السفينة تجري بنوح ومن معه في ماء عظيم، أمواجه كالجبال.
وبين جريانها هذا في ذلك الماء الهائل في مواضع أخر. كقوله: * (إنا لما طغا المآء حملناكم فى الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيهآ أذن واعية) * وقوله: * (ففتحنآ أبواب السمآء بماء منهمر وفجرنا الا رض عيونا فالتقى المآء على أمر قد قدر وحملناه على ذات ألواح ودسر تجرى بأعيننا جزآء لمن كان كفر ولقد تركناها ءاية فهل من مدكر) *.
وبين في موضع آخر: أن أمواج البحر الذي أغرق الله فيه فرعون وقومه كالجبال أيضا بقوله: * (فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم) * والطود: الجبل العظيم. * (ولما جآء أمرنا نجينا هودا والذين ءامنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ * وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد * وأتبعوا فى هاذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود * وإلى ثمود أخاهم صالحا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إلاه غيره هو أنشأكم من الا رض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربى قريب مجيب * قالوا ياصالح قد كنت فينا مرجوا قبل هاذا أتنهانآ أن نعبد ما يعبد ءاباؤنا وإننا لفى شك مما تدعونآ إليه مريب * قال ياقوم أرءيتم إن كنت على بينة من ربى وءاتانى منه رحمة فمن ينصرنى من الله إن عصيته فما تزيدوننى غير تخسير * وياقوم هاذه ناقة الله لكم ءاية فذروها تأكل فى أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب * فعقروها فقال تمتعوا فى داركم ثلاثة أيام ذالك وعد غير مكذوب * فلما جآء أمرنا نجينا صالحا والذين ءامنوا معه برحمة منا ومن خزى يومئذ إن ربك هو القوى العزيز * وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا فى ديارهم جاثمين * كأن لم يغنوا فيهآ ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود * ولقد جآءت رسلنآ إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جآء بعجل حنيذ * فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط * وامرأته قآئمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن ورآء إسحاق يعقوب * قالت ياويلتا ءألد وأنا عجوز وهاذا بعلى شيخا إن هاذا لشىء عجيب * قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد * فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجآءته البشرى يجادلنا فى قوم لوط * إن إبراهيم لحليم أواه منيب) * قوله تعالى: * (ولما جآء أمرنا نجينا هودا والذين ءامنوا معه برحمة منا) *. لم يبين هنا أمره الذي جاء الذي نجى منه هودا والذين آمنوا معه عند مجيئه. ولكنه بين في مواضع أخر: أنه الإهلاك المستأصل بالريح العقيم. التي أهلكهم الله بها فقطع دابرهم. كقوله: * (وفى عاد
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»