من عال الرجل يعول إذا كثر عياله وقول بعضهم: إن هذا لا يصح وإن المسموع أعال الرجل بصيغة الرباعي على وزن أفعل فهو معيل إذا كثر عياله فلا وجه له؛ لأن الشافعي من أدرى الناس باللغة العربية ولأن عال بمعنى كثر عياله لغة حمير ومنه قول الشاعر: الوافر:
* وأن الموت يأخذ كل حي * بلا شك وإن أمشى وعالا * يعني: وإن كثرت ماشيته وعياله وقرأ الآية طلحة بن مصرف * (إلا تعيلوا) * وا بضم التاء من أعال إذا كثر عياله على اللغة المشهورة. * (وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وذكر في هذه الآية الكريمة أن الزوجين إن افترقا أغنى الله كل واحد منهما من سعته وفضله الواسع وربط بين الأمرين بأن جعل أحدهما شرطا والآخر جزاء.
وقد ذكر أيضا أن النكاح سبب للغنى بقوله: * (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء * يغنيهم الله من فضله) *. * (إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بئاخرين الآية ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أنه إن شاء أذهب الناس الموجودين وقت نزولها وأتي بغيرهم بدلا منهم وأقام الدليل على ذلك في موضع آخر وذلك الدليل هو أنه أذهب من كان قبلهم وجاء بهم بدلا منهم وهو قوله تعالى: * (إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين) *.
وذكر في موضع آخر أنهم إن تولوا أبدل غيرهم وأن أولئك المبدلين لا يكونون مثل المبدل منهم بل يكونون خيرا منهم وهو قوله تعالى: * (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) *.
وذكر في موضع آخر أن ذلك هين عليه غير صعب وهو قوله تعالى: * (إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد * وما ذلك على الله بعزيز) * أي: ليس بممتنع ولا صعب. * (قوله تعالى أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ذكر في هذه الآية الكريمة أن جميع العزة له جل وعلا.