تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ١٠ - الصفحة ٤٠
عن وطن النفس * (ما لكم من ولايتهم من شيء) * فلا توارث بينكم وبينهم إذ ما عندكم لا يصلح لهم ما لم يستعدوا له وما عندهم يأباه استعدادكم * (حتى يهاجروا) * كما هاجرتم فحينئذ يثبت التوارث بينكم وبينهم * (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) * فإن الدين مشترك، وعلى هذا الطرز يقال في باقي الآيات والله تعالى ولي التوفيق وبيده أزمة التحقيق.
سورة التوبة مدنية كما روي عن ابن عباس. وعبد الله بن الزبير. وقتادة. وخلق كثير وحكى بعضهم الاتفاق عليه.
وقال ابن الفرس: هي كذلك إلا آيتين منها * (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) * (التوبة: 128) الخ، وهو مشكل بناء على ما في المستدرك عن أبي بن كعب. وأخرجه أبو الشيخ في تفسيره عن علي بن زيد عن يوسف المكي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما من أن آخر آية نزلت * (لقد جاءكم) * الخ، ولا يتأتى هنا ما قالوه في وجه الجمع بين الأقوال المختلفة في آخر ما نزل، واستثنى آخرون * (ما كان للنبي) * (التوبة: 113) الآية بناء على ما ورد أنها نزلت في قوله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب: " لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ". وقد نزلت كما قال ابن كيسان على تسع من الهجرة ولها عدة أسماء، التوبة لقوله تعالى فيها: * (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار) * إلى قوله سبحانه: * (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) * (التوبة: 117، 118)، والفاضحة. أخرج أبو عبيد. وابن المنذر. وغيرهما عن ابن جبير. قال: قلت لابن عباس رضي الله تعالى عنهما سورة التوبة قال: التوبة بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظننا أنه لا يبقى أحد منا إلا ذكر فيها، وسورة العذاب. أخرج الحاكم في مستدركه عن حذيفة قال: التي يسمون سورة التوبة هي سورة العذاب.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن جبير قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إذا ذكر له سورة براءة وقيل سورة التوبة قال: هي إلى العذاب أقرب ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا، والمقشقشة. أخرج ابن مردويه. وغيره عن زيد بن أسلم أن رجلا قال لعبد الله: سورة التوبة فقال ابن عمر: وأيتهن سورة التوبة فقال براءة فقال رضي الله تعالى عنه: وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي ما كنا ندعوها إلا المقشقشة أي المبرئة ولعله أراد عن النفاق، والمنقرة. أخرج أبو الشيخ عن عبيد بن عمير قال: كانت براءة تسمى المنقرة نقرت عما في قلوب المشركين، والبحوث بفتح الباء صيغة مبالغة من البحث بمعنى اسم الفاعل كما روي ذلك عن الحاكم عن المقداد، والمبعثرة. أخرج ابن المنذر عن محمد بن إسحاق قال: كانت براءة تسمى في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وبعده المبعثرة لما كشفت من سرائر الناس، وظن أنه تصحيف المنقرة من بعد الظن.
وذكر ابن الفرس أنها تسمى الحافرة أيضا لأنها حفرت عن قلوب المنافقين وروي ذلك عن الحسن، والمثيرة كما روي عن قتادة لأنها أثارت المخازي والقبائح، والمدمدمة كما روي عن سفيان بن عيينة، والمخزية والمنكلة والمشردة كما ذكر ذلك السخاوي. وغيره، وسورة براءة. فقد أخرج سعيد بن منصور. والبيهقي في الشعب. وغيرهما عن أبي عطية الهمداني قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه تعلموا سورة براءة وعلموا نساءكم سورة النور، وهي مائة وتسع وعشرون عند الكوفيين ومائة وثلاثون عند الباقين.
ووجه مناسبتها للأنفال أن في الأولى قسمة الغنائم وجعل خمسها لخمسة أصناف على ما عملت وفي هذه قيمة
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»