مختصر تفسير سورة الأنفال - محمد بن عبد الوهاب - الصفحة ٢٠
وقوله: * (وتذهب ريحكم) * يعني قوتكم وما كنتم فيه من الإقبال.
وقوله: * (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط) * يقول تعالى بعد أمره بالإخلاص في القتال وكثرة ذكره ناهيا لهم عن التشبه بالمشركين الذين خرجوا بطرا أي دفعا للحق، وقوله: * (والله بما يعلمون محيط) * ولهذا جازاهم عليهم. بقوله: * (إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب) * قال حين رأى الملائكة قال قتادة ' صدق عدو الله ' وقوله: * (إني أخاف الله) * كذب عدو الله '.
قوله تعالى: * (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم) * قال الشعبي: ' كان ناس تعلموا بالإسلام فخرجوا مع أهل مكة يوم بدر فلما رأوا مكة المسلمين قالوا غر هؤلاء دينهم ' وقال مجاهد وغيره وقال الحسن: وهم قوم لم يشهدوا القتال يوم بدر فسموا منافقين '.
وقوله: * (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد) * يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: * (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا) * الآية. أي لو عاينت ذلك لرأيت أمرا هائلا وهذا
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»