مختصر تفسير سورة الأنفال - محمد بن عبد الوهاب - الصفحة ١٦
ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله ليعذبهم وهم يستغفرون) * قال ابن عباس: ' أمانان: النبي والاستغفار فذهب النبي وبقي الاستغفار ' وقوله: * (وهم يستغفرون) * يعني من سبق له من الله الدخول في الإيمان ' وقوله: * (وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون) * يخبر تعالى أنهم أهل لذلك لأجل هذا الفعل ولهذا لما خرج الرسول عنهم عذبهم الله يوم بدر وقوله: * (وما كانوا أولياءه) * الآية أي ليسوا أهلا له وإنما أهله النبي ومن معه كقوله: * (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله) * الآية قال مجاهد: ' هم المتقون من كانوا وحيث كانوا '. وقوله: * (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) * المكاء: الصفير والتصدية أي التصفيق، وقوله: * (فذوقوا العذاب) * هو ما أصابهم يوم بدر.
وقوله: * (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون) * قالوا: نزلت في إنفاق قريش وأبي سفيان الأموال بعد بدر وإرصادها لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى كل تقدير فهي عامة وإن كان السبب خاصا.
وقوله: * (ليميز الخبيث من الطيب) * يحتمل أن يكون في الآخرة
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»