هذا بعض عظمته وجلاله، من كونه يدعى كما يدعي، ويخاف كما يخاف، ويعتمد عليه كما يعتمد عليه، هذا أعظم الظلم، وأقبح المسبة لرب العالمين، وذلك معنى قوله في آخر الآية: * (سبحانه وتعالى عما يشركون) * ولكن رحم الله تعالى من تنبه لسر الكلام، وهو المعنى الذي نزلت فيه هذه الآيات من كون المسلم يوافقهم في شيء من دينهم الظاهر مع كون القلب بخلاف ذلك، فإن هذا هو الذي أرادوا من النبي صلى الله عليه وسلم فافهمه فهما حسنا لعلك تعرف شيئا من دين إبراهيم عليه السلام الذي بادر أباه وقومه بالعداوة عنده والله أعلم.
(٣٤٨)