تفسير آيات من القرآن الكريم - محمد بن عبد الوهاب - الصفحة ٢٦٨
عمى القلب، وعمى البصر، فهذا المعرض عن القرآن لما عميت بصيرته في الدنيا عن القرآن جازاه الله بأن حشره يوم القيامة أعمى. قال بعض السلف: أعمى عن الحجة لا يقدر على المجادلة بالباطل كما كان يصنع في الدنيا.
* (قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا) * فذكر الله أنه يقال له: هذا بسبب إعراضك عن القرآن في الدنيا، وطلبك العلم من غيره.
قال ابن كثير في الآية: * (ومن أعرض عن ذكري) * أي خالف أمري وما أنزلته على رسوله، أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه * (فإن له معيشة ضنكا) * أي في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح ولا تنعم.
ظاهره أن قوما أعرضوا عن الحق وكانوا في سعة من الدنيا فكانت معيشتهم ضنكا وذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلفا لهم معاشهم مع سوء ظنهم بالله، ثم ذكر كلاما طويلا وذكر ما ذكرته من أنواع الضنك والله أعلم.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»