الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٦٣
عشر ويضم إليها قوله تعالى * (فأينما تولوا فثم وجه الله) * على رأي ابن عباس أنها منسوخة بقوله * (فول وجهك شطر المسجد الحرام) * الآية فتمت عشرون 4097 وقد نظمتها في أبيات فقلت (قد أكثر الناس في المنسوخ من عدد * وأدخلوا فيه آيا ليس تنحصر) (وهاك تحرير آي لا مزيد لها * عشرين حررها الحذاق والكبر) (آي التوجه حيث المرء كان وأن * يوصي لأهليه عند الموت محتضر) (وحرمة الأكل بعد النوم من رفث * وفدية لمطيق الصوم مشتهر) (وحق تقواه فيما صح من أثر * وفي الحرام قتال للألي كفروا) (والاعتداد بحول مع وصيتها * وأن يدان حديث النفس والفكر) (والحلف والحبس للزاني وترك أولى * كفروا شهادتهم والصبر والنفر) (ومنع عقد لزان أو لزانية * وما على المصطفى في العقد محتظر) (ودفع مهر لمن جاءت وآية نجواه * كذاك قيام الليل مستطر) (وزيد آية الاستئذان من ملكت * وآية القسمة الفضلى لمن حضروا) 4098 فإن قلت ما الحكمة في رفع الحكم وبقاء التلاوة فالجواب من وجهين أحدهما أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة والثاني أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا للنعمة ورفع المشقة وأما ما ورد في القرآن ناسخا لما كان عليه الجاهلية أو كان في شرع من قبلنا أو في أول الإسلام فهو أيضا قليل العدد كنسخ استقبال بيت المقدس بآية القبلة وصوم عاشوراء بصوم رمضان في أشياء أخر حررتها في كتابي المشار إليه فوائد منثورة 4099 قال بعضهم ليس في القرآن ناسخ إلا والمنسوخ قبله في الترتيب إلا في آيتين آية العدة في البقرة وقوله * (لا يحل لك النساء) * تقدم
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»