الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٥٦
4055 وقال السعيدي يشهد لما قاله النحاس قوله تعالى * (إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) * وقال * (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) * 4056 ومعلوم أن ما نزل من الوحي نجوما جميعه في أم الكتاب وهو اللوح المحفوظ كما قال تعالى * (في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) * 4057 الثانية النسخ مما خص الله به هذه الأمة لحكم منها التيسير وقد أجمع المسلمون على جوازه وأنكره اليهود ظنا منهم أنه بداء كالذي يرى الرأي ثم يبدو له وهو باطل لأنه بيان مدة الحكم كالإحياء بعد الإماتة وعكسه والمرض بعد الصحة وعكسه والفقر بعد الغنى وعكسه وذلك لا يكون بداء فكذا الأمر والنهي 4058 واختلف العلماء فقيل لا ينسخ القرآن إلا بقرآن لقوله تعالى * (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) * قالوا ولا يكون مثل القرآن وخيرا منه إلا قرآن 4059 وقيل بل ينسخ القرآن بالسنة لأنها أيضا من عند الله قال تعالى * (وما ينطق عن الهوى) * وجعل منه آية الوصية الآتية 4060 والثالث إذا كانت السنة بأمر الله من طريق الوحي نسخت وإن كانت باجتهاد فلا حكاه ابن حبيب النيسابوري في تفسيره 4061 وقال الشافعي حيث وقع نسخ القرآن بالسنة فمعها قرآن عاضد لها وحيث وقع نسخ السنة بالقرآن فمعه سنة عاضدة له ليتبين توافق القرآن والسنة وقد بسطت فروع هذه المسألة في شرح منظومة جمع الجوامع في الأصول 4062 الثالثة لا يقع النسخ إلا في الأمر والنهي ولو بلفظ الخبر أما الخبر الذي ليس بمعنى الطلب فلا يدخله النسخ ومنه الوعد والوعيد وإذا عرفت ذلك عرفت فساد صنع من أدخل في كتب النسخ كثيرا من آيات الإخبار والوعد والوعيد 4063 الرابعة النسخ أقسام
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»